الشيخ عبدالله بن زايد .. بيض الله وجهك بقلم دويع العجمي
زاوية الكتابكتب دويع العجمي مارس 16, 2014, 5:33 م 2340 مشاهدات 0
البداية:
وفي التواضع يزداد حُسن المرء وقارًا وحشمة
في منصبه الكبير يتابع أحوال العالم الذي تتبعثر صفحاته بكل اللغات على جدول أعماله .. يكتب ويفكر ويقرر ويدرس الأوضاع
يُحاط بأصنافٍ كثيرة من البشر .. وقته ليس ملكه ولايعرف الفراغ .. هوامشه أعتقد أنها مليئة بتفاصيل مملة لهذا نغض الطرف عن صفحاته المزدحمة بالأعمال والناس وقبل اسمه يُكتب 'وزير الخارجية' وهذا لوحده كفيل بأن يجعلك تتناسى أن تخاطبه أو تحدثه فلاوقت لديه لأمثالنا .. كما نعتقد
ومن مخاض سوء الظن .. إلى رحم التواضع
خاطبته .. يائسًا .. وجدته في 'تويتر' مع ملايينه التي تتابعه
بجلالته وسلطانه الشيخ عبدالله بن زايد .. هو ذاته لاغيره
.. حين ضاقت فيني السبل .. قلت له أن مواطنة إماراتية مطلقة من كويتي وتنازلت عن كافة حقوقها مقابل حضانة ابنها .. نهش السرطان قدمها فبُترت وانتشر بقدمها الأخرى ونحتاج علاجها .. ومن أربعة أشهر نُعيلها من أموال أهل الخير وتبرعاتهم .. وهي بلامعيل ولا مال ولانفقة وغدرت بها الحياة لتسأل أهل الخير مايحفظها وابنها من جوع الليالي المظلمة .. وفي لحظة يأس وعلى حسابه الشخصي بتويتر وضعت رقمي له وماهي الا دقائق ليتصل بشخصه ويتكفل بالموضوع .. لتمر لحظات فقط ويأتيني اتصال من السفارة الإماراتية بالكويت لتعلن تبينها وتكفلها بحالة هذه الحرّة التي جارت عليها الأيام
قالوا قديمًا 'أقرب الناس للناس أشدهم تواضعًا'
وقالت العرب 'في التواضع ملك دائم'
نعم .. الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الإمارات يُلبي نداء شاب ليس له موقع على الخريطة السياسية ولايعتلي منصب كبير .. شاب من هامش الحياة اسمه دويع العجمي تواصل معه بحروف الإنسانية .. وفي دقائق معدودة تنتفض السفارة وموظفيها لتلبية النداء ..
بت أسأل :
أين فرعون هذا الرجل ؟
لماذا تخلى عن أنا التعظيم كما اعتدنا من ذوي المناصب الصغرى قبل الكبرى؟
لماذا تجرد عن ألقاب التفخيم كحال من هم على الأرائك جالسون؟
سامح الله مسئولينا .. ماعتدنا منهم هذا التواضع حتى ظننا أن الجميع مثلهم
وغفر الله سوء ظننا .. ماعلمنا أن المناصب والسلطة لاتتناقض مع الإنسانية والفطرة
ومن هدي المصطفى يأتيك النبأ العظيم
'ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته'
ومافعله الشيخ عبدالله بن زايد درس عظيم لكل مسئول وذي منصب .. أن تعتلي ذاك الكرسي فهذا لايعني أن تُلغي إنسانيتك وتتجرد منها
كما أنه لايعني أن تُرتب درجات البشر حسب مواقعهم وتفاصيلهم البسيطة
وكل عمل تقوم به في لوحٍ محفوظٍ ومكتوب فاتقِ الله في نفسك ومكارم الناس فلا أحد يرضا أن تكسره بنظرة الشفقة رغم حاجته وفقره فأنت موكول لتقوم بخدمة البشر فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ..
اليوم فقط .. عرفت لماذا الإمارات تسابق الزمن تطورًا وتقدم .. فكل رجل مناسب .. في منصبه المناسب .. ويد الجزاء لكل مقصرٍ تُحاسب .. فهنيئًا لكم ما أنتم فيه
وإلى ذاك الشيخ الجليل .. بوقاره
عبدالله بن زايد
اسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك ويرزقك سعادة بالدارين .. ويحفظك الله ذخرًا لكل محتاج .. وفي ختام الأبجدية أقولها 'بالبدوي' : بيض الله وجهك
إضاءة:
أجمل الناس .. من كان في حاجة الناس .. فتأمل
آخر السطر:
ماحولك أحد يافهيد
دويع العجمي
تعليقات