في اليوم الثاني لمؤتمر 'السابقون الأولون'

مقالات وأخبار أرشيفية

محاضرة بعنوان 'التحديات في عهد أبي بكر الصديق'

1404 مشاهدات 0


أفتتحت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية جلسات مؤتمر السابقون الأولون ومكانتهم لدى المسلمين الثالث الذي أنطلقت فعالياته برعاية سامية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح  حفظه الله ورعاه, بمحاضرة حملت عنوان ' التحديات في عهد أبي بكر الصديق صباح أمس في فندق الشيراتون.

ففي البداية قال الدكتور خليل الكبيسي إن التاريخ الإسلامي عرف ظاهرة المتنبئين الذين ادعوا النبوة كذباً لتحقيق أهدافهم الرخيصة غير عابئين بما يترتب على ذلك من ظلم, وظهرت حركة المتنبئين منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وتفاقمت في عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه حتى صارت من أكبر التحديات التي واجهت الخليفة بخاصة والدولة الإسلامية بعامة , ومما ساعد على تفاقم حركة المتنبئين , ردة أعداد كبيرة من المسلمين في جزيرة العرب حتى صارت هذه الردة ظاهرة تهدد كيان الدولة الإسلامية الفتية بالانهيار.

وأشار إلى أن المؤرخون اختلفوا في الاسم الأول لمسيلمة الكذاب فمنهم من قال أنه مسيلمة ومنهم من قال إن اسمه ثمامة وعن هذا الاسم يقول ابن حجر ' وفيه نظر لأن كنيته أبو ثمامة فإن كان محفوظاً فيكون ممن توافقت كنيته واسمه' ومنهم من قال أن اسمه هارون , ويرجع اسم مسيلمة لأنه اشتهر به وبه كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
, وبهذا الاسم أيضاً إجابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فليس من المعقول أن يكتب غير اسمه في رسالة مهمة كهذه وحتى إذا كان مسيلمة لقب له فليس من المألوف أن يذكر اللقب دون الاسم خاصة وأنه أضاف إليه صفة النبوة والرسالة, واذا كان مسيلمة لقباً له , ولم يذكر لنا لماذا لقب بذلك وفي الغالب يكون وراء الألقاب أسباب.

ومن جانبه قال أسامه الشنطي إن أول المحطات في خلافة أبي بكر رضي الله عنه المباركة هي بيعته التي تمت في سقيفة بني ساعة , وسائر الأحداث والمصاعب التي واجهته فيما بعد إنما جاءت تبعاً لهذه البيعة زماناً فلو لم يبايع خليفة للمسلمين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لما واجه تلك الأحداث الجسام التي وفقه الله عز وجل في التعامل معها , كردة قبائل من العرب , وجمعه القرآن , وغير ذلك من الصعاب التي كان عون الله عز وجل مرافقاً له فيها, ولهذا كانت حادثة سقيفة بني ساعدة ومبايعة أبي بكر رضي الله عنها من الأهمية بمكان لكي يتم تناولها بنوع من التفصيل.

ومن جانبه قال الدكتور عبدالسلام آل عيسى ان الخلافة انتقلت من أبي بكر الصديق إلى عمر رضي الله عنهما عن طريق الاستخلاف , قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل وفاته : إن استخلفت فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر , وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولما علم الصحابة رضي الله عنهم باستخلاف أبي بكر رضي الله عنه لعمر رضي الله عنه تخوفوا من شدة عمر رضي
الله عنه, ولكن الصديق رضي الله عنه كان أعلم بمن هو اهل لقيادة الأمة والدولة الإسلامية في المرحلة التي تمر بها. والتي تستدعي القوة والحزم والحكمة والحنكة السياسية.

وأضاف أن خلاف عمر بن الخطاب رضي الله عنه شهدت تغيرات كبيرة عما كانت عليه الدولة الإسلامية في عهد المبي
صلى الله عليه وسلم, وخلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه من اتساع مساحتها ودخول الآلاف من أهل البلاد المفتوحة ممن هم أديان شتى ومشارب مختلفة تحت نفوذ الدولة الإسلامية , وقد يدخل بعضهم في الإسلام فيكون حديث عهد به فيقع في بعض المخالفات , وغير ذلك من المستجدات التي كنت تستلزم متابعة دائمة, وتوجيهات مستمرة , وإجراءات
جديدة.

ومن جانبه قال محمد الخضر إن التحديات في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه كانت منذ توليته خليفة على المسلمين إلى استشهاده رضي الله عنه , وندرك أن خلافة عثمان رضي الله عنه مرت بمرحلتين أساسيتين:

الأولى : فترة الرخاء وتمتد إلى قرابة سبع سنوات من عمر خلافته ذات الإحدى عشرة سنة تقريباً.

الثانية : فترة الاضطراب ويمكن ان يقال ان شرارتها نشبت في السنة الثامنة من عمر الخلافة في اهم مصرين من أمصار الخلافة (العراق ومصر) ثم أضرمت نارها في آخر سنتين من عمر الخلافة ( العاشرة والحادية عشر) حتى بلغت ذروتها باستشهاد الخليفة عثمان رضي الله عنه.

وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أفتتحت جلسات أول من أمس في محاضرة حملت عنوان علاقة الخلفاء الراشدين بالنبي صلى الله عليه وسلم.

ومن جانبه قال الدكتور حامد الخليفة ان الأنصار مع إخوانهم المهاجرين جيل فريد لا يمكن أن يتكرر مرة أخرى فهم قرة عين
البشرية ، إخوان الأنبياء وأئمة الصالحين والأولياء ، بجهادهم انتشر الإسلام ، وبعلمهم ساد البشرية العدل والأمان ، وجاهدوا مع رسول الله صل الله عليه وسلم حق الجهاد ووفوا ببيعتهم التي بايعوا رسول الله صل الله عليه وسلم عليها في قتال الاحمر والأسود بلا ريبة ولا تردد.

وأوضح أن هناك ثلاث لقاءات تمت بين الأنصار ورسول الله صل الله عليه وسلم قبل هجرته، أولها تم بينما كان رسول الله صل الله عليه وسلم عند العقبة قرب منى حين لقي رهطاً من الخزرج، فأجابوه إلى ما دعاهم إليه وكانوا ستة نفر وإن كان هناك خلاف حول أول من أسلم من الأنصار، فذكروا الرجل بعينه وذكروا الرجلين وذكروا أنه لم يكن أحد أول من الستة وذكروا أول من أسلم ثمانية نفر وهذا يوحي بقدم صلة الأنصار برسول الله صل الله عليه وسلم ، إلا أن هؤلاء لم يتركوا أثراً فاعلاً على ما يبدو في قومهم فلم تشتهر بيعتهم وبقيت محاطة بالغموض فلم يجزم بها، ثم جاءت بيعة العقبة الأولى بما فيها من وضوح وشروط وثوابت اتفق عليها المتبايعون وعملوا بكل إيمان على تنفيذها، فاشتهرت على ما سواها فمثلت البداية الصحيحة لاتصال الأوس والخزرج برسول الله صل الله عليه وسلم.

ومن جانبه قال  الأستاذ المساعد في كلية التربية للعلوم الإنسانية الدكتور محمود تركي اللهيبي إن للإنصار  دور كبير تمثل في مساهمتهم في الغزوات والسرايا والفتوحات الاسلامية في عصر النبوة ، وكان لهم الأثر الفعال في قيادة الجيوش ولهم مواقف مشهودة في تلك الحروب في عصر الخلافة الراشدة بالإضافة إلى مواقفهم فيما دار في سقيفة بني ساعدة فبايعوا على الخلافة ولم ينازعوا اهلها ، وهذا دليل على رغبتهم في نصرة الدين وتأكيد وحدة الكلمة.

وأضاف أن هذه النخبة استطاعت ان تثري التاريخ بعدد من الانجازات الكبيرة والعظيمة ، فقد امتحن الله نفوسهم ومحصها فكانوا كالجبال الراسيات في ثباتهم وكالذهب المصفى في ايمانهم  ولهذا كان جيل الصحابة من الأنصار جيل الحضارة وجيل الرسالة الفاتحين نقلوا الإسلام بأمانة وحرصوا على هداية الناس وما نحن فيه من خير أنما هو من ثمراتهم إذ  لو لا الله سبحانه وتعالى ثم الأنصار لكنا جميعاً كفاراً نعبد الأشجار  والأوثان والقمر والشمس والحجر.

وأشار إلى أنه من أولى الدعائم التي اعتمدها الرسول صلى الله عليه وسلم في برنامجه الإصلاحي والتنظيمي للأمة والدولة والحكم ، الاستمرار في الدعوة وبناء المسجد وتقرير المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، وهي خطوة لا تقل أهمية عن بناء المسجد ففي المؤاخاة يتلاحم المجتمع الإسلامي ويتآلف وتتضح معالم تكوينه الجديد.

ومن جانبه قال الشيخ عمرو بسيوني أن لعصر الخلافة الراشدة أهمية عظمى في الإسلام ، وذلك نظراً لكونه أساساً معيارياً صحيحاً لمعرفة الوحي، ولحسم النزاع ، فقد زكى النبي صلى الله عليه وسلم الجيل الأول من الصحابة تزكية ظاهرة في قوله صلى الله عليه وسلم ' خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ' وزكاهم بخاصة في قوله عليه الصلاة والسلام ' عليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضو عليها بالنواجذ' ومن ثم فإن الاهتداء بسنتهم في الدين والسياسة من أنفع ما يصلح دين المرء وحياته، ولما كان الخلفاء الراشدون هم أهدى الخلفاء وأعدل الحكام وقامت على أيديهم خير دولة في الإسلام مثلت قيم الوحي واتبعت السنن النبوية ودخل الناس في دين الله أفواجاً على يدهم وبخيرهم فإن التفطن في طبيعة تلك الدولة الراشدة وهديها لمن أنفع الأمور لأبناء تلك الأمة عامتها ومثقفيها وعلمائها وساستها.

ومن جانبه قال عبدالرحمن الهرفي أن موضوع المؤتمر حول الخلافة الراشدة يكتسب أهمية كبيرة لأنه يتطرق لمشكلة من أعظم المشكلات في تاريخ الأمة ، فأول فتنة عصفت بالأمة كانت على أيدي أعداء من الداخل ، وقد اتخذوا الطعن في الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه الوسيلة الأولى لتقويض دعائم الدولة الإسلامية ، هم اليوم يوجهون خناجر
الفتن الطائفية ، ومعاول الهدم والخرق لنسيج العقيدة الإسلامية ولهذا فإن معرفة حق الخلفاء ومكانتهم تمثل صمام أمان للأمة .

وأضاف أن من واجبات الخليفة تجاه شعبة المحافظة على دين الله تعالى وعلى الآداب العامة ورعاية مصالح الأمة من خلال العمل على النهوض بالشعب ثقافياً وصناعياً وزراعياً واجتماعياً.

ومن جانبه قال الدكتور فهد المقرن: إن هذا البحث بين إن المحكم من النصوص هو ما لا يقبل التأويل واضح المعنى والدلالة وأن المتشابه هو ما يخفي معناه ويشتبه، وهذا الاشتباه قد يكون على البعض دون البعض.

وتابع أن طريقة أهل السنة والجماعة رد المتشابه إلى المحكم بمعنى أن الأصل هو المحكم والمتشابه فرع، فيستمسكون بالمحكم كما أمر الله ، لأنه أصل الكتاب كما قال تعالى (هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ) بالإضافة إلى أن أهل الأهواء هم الذين يتبعون المتشابه ويعرضون عن المحكم.

ومن جانبه قال الشيخ عثمان الخميس يجب الحذر من الروايات الباطلة ساقطة الاعتبار التي تتهم خير القرون الذين شهد لهم الوحيان الكتاب والسنة بالخيرية والفضل وذلك أن ما جاء في القرآن والسنة مقدم على كل ما سواه ، وكل الثناء العام الذي جاء في الكتاب والسنة على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإن الخلفاء الأربعة وأمهات المؤمنين مخاطبون
بالأصالة وقد أعتمد على الروايات الباطلة والاستنتاجات المريضة بعض الكتاب فلم يرعوا لأصحاب النبي حرمتهم بل ما رعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حرمته حيث خاضوا بسيرة زوجاته أمهات المؤمنين بالظنون الفاسدة اعتماداً منهم على ما ذكر في بعض كتب التاريخ ولو أنهم أحسنوا الظن ونظروا في النصوص الواردة في كتاب الله أو سنة رسوله لما زلت الأقدام.

وأضاف ان الواجب على كل مسلم الإقرار بفضلهن والاعتراف بعظيم منازلهن وانهن أمهات المؤمنين كما أطلق الله ذلك عليهن وإن الإسلام الذي نؤمن به قد جعل للأم منزلة عظيمة ومكانة سامية وحسبها شرفاً وفخراً أن يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه وقد جاء يسأله : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال: أمك, قال: ثم من ؟ قال: أمك, قال: ثم من؟ قال: أمك , قال: ثم من؟ قال : أبوك.

الآن : مجتمع

تعليقات

اكتب تعليقك