سحب السفراء كما يراه ناصر المطيري حلقة في سلسلة النزاعات الخليجية

زاوية الكتاب

كتب 1034 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  سحب السفراء حلقة في سلسلة

ناصر المطيري

 

أكثر المتألمين من أزمة سحب السفراء الخليجيين من دولة قطر هم قلقون على مصير منظومة مجلس التعاون الخليجية ويخشون أن تتسبب الأزمة في انفراط عقد المجلس، وهم يتغنون بمسيرته الميمونة وكأن الدول الأعضاء في مجلس التعاون قبل سحب السفراء كانت «سمن على عسل»، وكأن مياه الخليج لم يعكر صفوها أي خلاف سابق، بل العكس نعتقد أن الأزمة الراهنة لم تكن أكبر الأزمات في تاريخ دول الخليج وربما لن تكون آخرها..

فالتاريخ الخليجي الممتد إلى ما قبل إنشاء منظمة مجلس التعاون زاخر بنقاط التأزم والمواجهة والجفاء في مراحل مختلفة وفي ظل ظروف إقليمية عديدة، وهنا علينا أن نميز ونفرق بين العلاقات السياسية بين الأنظمة والحكومات وبين علاقات شعوب دول الخليج، فعلاقات الشعوب المجردة من رداء السياسة هي علاقات حميمة لها إرث تاريخي وتآلف اجتماعي ليس له نظير..

ولو قلَّبنا صفحات تاريخ العلاقات السياسية والأمنية بين دول الخليج لقلبنا المواجع ونكأنا الجراح لأن حقائق التاريخ تشير إلى ما ظهر وما بطن من الأزمات الخليجية.

وخلال مسيرة مجلس التعاون الخليجي برزت على السطح العديد من الخلافات التي ألقت بظلالها على قمم خليجية عدة فشهدت كثير من القمم حالات مقاطعة من بعض الدول الأعضاء أو تمثيلاً منخفضاً، ولكن دارت أغلب الخلافات الخليجية في غرف مغلقة يتم احتواؤها بعد جهود ووساطات.

بل إن التعاون بين دول الخليج الذي هو عنوان هذه المنظمة لم يكن يتحقق بالشكل المأمول، وما تحقق منه جاء بخطى بطيئة ومترددة، والكثير من المشروعات التكاملية والتعاونية توقفت وتأجلت مثل العملة الخليجية الموحدة، بل إن مواطني مجلس التعاون لم يتمكنوا من التنقل بالبطاقة الشخصية الا بعد ثلاثين سنة من عمر مجلس التعاون.. وعندما برزت الدعوة لاتحاد خليجي في قمة الكويت الماضية لم تنجح الفكرة بسبب تباين واختلاف الأجندات والتحالفات الخارجية لدول الخليج.

وبعد هذه المسيرة من الخلافات والمنازعات الخليجية يبدو لنا أن أزمة سحب السفراء من قطر ما هي إلا حلقة في سلسلة، سيتم احتواؤها شكلياً وظاهرياً على الطريقة الخليجية التقليدية حتى إشعار آخر!

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك