تقديم العزاء والوجه الآخر له !!

محليات وبرلمان

نغمات النقالات والأحاديث التافهه تعج في مجالس المعزين

1338 مشاهدات 0


عندما تدخل إلى إحدى مجالس العزاء، والتي تحتم عليك أن تؤدي هذا الواجب لكسب الأجر و تقوية الروابط بين الناس, فلا تستغرب مما ستشاهده من بعض الحضور، والذي قد يتجرأ أحيانا بتصرفات لم نعتاد عليها أبدا، وقد تندهش عيناك من عقلية البعض، وتمسك نفسك أحيانا من قول عبارة ' أنت وين قاعد ' أو ' احترم نفسك ' لكنك تفضل ان تخرج وأنت طابع في مخيلتك صورة هؤلاء الخارجين عن العادات التي اعتدنا عليها .

 

 تصرفات كثيرة تحدث أمام أهالي المعزين،  إلا اللافت الذي برز بالظهور هو نغمات الهاتف النقال، الذي تعددت نغماته ويتناسى المرء إطفائه احتراما للموقف ولأهالي المتوفي،  وللحالة التي هم بها، كما نجد بعضهم يتطرق لأحاديث يجب أن لا تقال أبدا بهذه المجالس، كأن يستفسر أحدهم مثلا عن نتيجة مباراة أو يخفض صوته لبدء عنصر النميمة لديه، والنظرات الغريبة، والسؤال عن اسعار الأسم بالبورصة الى أين وصلت!! والأدهى من ذلك أن تستمتع لضحكات عالية لأحدهم و من ثم صمته فجأه، كأنه تدارك الموقف بسرعة  و لسان حاله يقول ' و الله نسيت يا اخوان  السموحة '.

 

وآخرين يطيلون الجلوس بمجالس العزاء  كأنه ينتظر حدثا مهما، أو يعتقد أن في الإطالة أهمية قصوى، لكن الأجدى أن يفسح المجال لباقي المعزين وخاصة في اليوم الأول، كما أن بعضهم يعتقد أن هناك وليمة لا بد أن لا تطوف, متناسيا أنه مجلس عزاء وليس مقر أحد المرشحين  لانتخابات المجلس.

أما النساء فحدث ولاحرج , تجد المرأة المعزية و خاصة أن كانت لا ترتبط  بصلة للمتوفى وتأتي على آخر كشخة, معتقدة أنها ستخطب أو سيسأل عنها فتلبس أحسن العبي وترش أقوى العطور و تضع المكياج الصارخ،  وتبتسم ابتسامة خفيفة مع قليل من التأثر المصطنع، وأمها تسير أمامها، وأما الذي يصدم فعلا  أن بعض الأقارب قد تنشبت بينهم المشكلات في فترة العزاء, و تجد بعضهن ترفض أن تقدم العزاء لبعضهن، نتيجة مشاكل بينهن، فهل يعقل هذا أن يحدث!؟

كما تتعمد بعضهن لرمي بعض الملاحظات للأخرى لتغيظها، و يبدأ النقز اللمز و التحدث بعبارات لا حاجة لأن تذكر في وقت محزن كهذا .

تصرفات لابد أن تقل وتختفي نهائيا عن مجالس العزاء لدينا, و نحن لم نعتد هذه التصرفات التي لابد أن يوجه الناس لها, وحتى أن كانت في وقت العزاء بكلمات لبقة, تنبه المعزين , و تذكرهم بكسب الأجر فيها, وكسب ود الناس  بالتصرف اللبق .

 

 

 

 

 

 

 

  

 

الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك