انتشار التحرش الجنسي خطيئة مجتمعية.. بنظر نبيلة العنجري
زاوية الكتابكتب مارس 9, 2014, 12:48 ص 763 مشاهدات 0
القبس
رؤية / قضية حساسة
نبيلة مبارك العنجري
• في مجتمعنا الذكوري تفضل الكثير من الفتيات الصمت تجاه مثل هذه الأحداث، فيتجرعن المرارة.
واقعة تحرش أحد الأطباء جنسياً بإحدى زميلاته في العمل منذ أيام، تعيد إلى أذهاننا ما يقع على مدى سنوات متتالية من حوادث تحرش ينشر بعضها، بينما الغالبية العظمى منها تبقى طي الكتمان.
إذا كان التحرش ظاهرة عالمية موجودة في معظم دول العالم، فإنها صارت منتشرة عندنا بشكل فج، إلا أننا نخفيها في الغالب، فيزداد انتشارها ويكثر الابتزاز الذي تتعرض له الفتيات والأسر بسببها.
الأمر الواقع يفرض علينا ألا نبقي رؤوسنا مدفونة في الرمال أمام هذه الظاهرة الخطيرة التي تتفاقم يوماً بعد يوم.. حتى طالت صورها البشعة معظم المؤسسات الجامعية والتربوية، وكذلك المدارس من الثانوية إلى الابتدائية.. كما انتشرت في أرقى مواقع العمل، حيث يقوم بعض المسؤولين باستغلال الموظفات ويتحرشون بهن بصور مختلفة، حتى ولو كان بمعسول الكلام مثل: «اشحلوج» «اشهالزين هذا» و«يا زينها ملابسج».. وغيرها من الكلمات التي تدخل في إطار التحرش.. ويمتد الأمر إلى التطاول بالعين واليد.
للأسف في مجتمعنا الذكوري تفضل الكثير من الفتيات الصمت تجاه مثل هذه الأحداث، فيتجرعن المرارة.. ويبلعن التجاوزات خوفاً على خدش حيائهن، وتحسباً من تلطخ سمعتهن، وحرصاً على صورة الأسرة في ظل موروثنا من العادات والتقاليد.. وللأسف هذا ما يسمح بتفاقم هذه المظاهر الكريهة.
دعونا نؤكد أن دفن الرؤوس في الرمال لا يعالج المشكلة، ولا يردع ضعاف النفوس وسيئي الأخلاق.
لن نبالغ إذا قلنا إن كثيراً من النساء يتعرضن للابتزاز ومحاولات النيل من شرفهن بشكل أو بآخر.. فهناك أساتذة جامعة.. ورؤساء عمل.. ومعلمون يستغلون مواقعهم وما لديهم من درجات وتقارير للوصول إلى أغراضهم الدنيئة، مستغلين سذاجة وقلة وعي البنات الصغيرات.. لكننا لكي نعالج هذه المشكلة علينا أن نعترف بوجودها.. فقد تتعرض لها ابنتك أو أختك أو زوجتك.. وللأسف قد يتعرض لها أيضاً ابنك.. لذا فيجب ألا يكون رد فعلنا هو الإسراع إلى إخفاء الأمر بذريعة الستر والسمعة.. الأمر يستلزم التمعن في الأسباب والعمل على توعية الفتيات على كيفية مواجهة هذه الأمور وتشجيعهن على اتخاذ رد فعل رادع تجاه أي محاولة للاعتداء عليهن.
وعلى الأب والأم أن يبادرا بتوعية صغارهما بهذا الأسلوب بأسلوب حكيم لحمايتهم من الوقوع فريسة لعديمي النخوة والضمير، ودعمهم إذا ما تعرضوا لا قدر الله لأي اعتداء حتى يتجاوزوا المحنة.
أما العقاب فلا بد أن يكون قاسياً، فإذا ما تم فضح المعتدي، وتعريته أمام المجتمع، سيرتدع غيره عن اقتراف مثل هذه الأمور.. وإلا لن نتمكن من القضاء على هذه الظاهرة.
في النهاية أرى أن انتشار ظاهرة التحرش في معظم مؤسساتنا ما هو إلا خطيئة يتحملها كل المجتمع، ولا بد أن نتحلى بالشجاعة والمصداقية والحزم في مواجهتها.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
تعليقات