الخلاف الخليجي كما يراه وليد الجاسم أمر صحي
زاوية الكتابكتب مارس 7, 2014, 12:59 ص 949 مشاهدات 0
الوطن
تفاقم الخلاف 'الخليجي – الخليجي' أسعدني
وليد جاسم الجاسم
على العكس من الكثير من الناس، فإنني سعيد جداً بتفاقم الخلاف (الخليجي – الخليجي) وظهوره إلى العلن في ممارسة جديدة ربما لم تكن تمارس بهذا الوضوح منذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
لكنني لست سعيداً باعتباري مثلاً مع المناوئين للسياسات القطرية تجاه مصر ودول مجلس التعاون وأسلوب تعاطي قناة الجزيرة مع الأحداث، وكذلك لست سعيداً باعتباري مثلاً مع المناصرين لقطر ممن شمروا عن سواعدهم - في موقف غريب منهم يثير التساؤلات - لانتقاد وضرب دول الخليج الثلاث التي قررت سحب سفرائها من الدوحة.
منبع سعادتي ليس أنني أميل مع هذا الطرف ضد ذاك أو العكس، بل منبعها هو ان الخلافات اذا ظهرت الى العلن واعترفت بوجودها الاطراف المختلفة أو المتصارعة فاننا نكون على اول طريق التعاطي السليم مع المشاكل وحلها بطرق حقيقية تعالج جذور المشاكل.. وليس بالطريقة العربية (الموروثة) التي تعتمد على احراج هذا الطرف أو ذاك ثم نقول له.. (يلّه قوم حب خشمه وحب راسه).. وعفا الله عما سلف، فيقولها من يقولها باللسان.. أما القلب ففيه ما فيه من الغضب وعدم الاقتناع، وتظل المشكلة الحقيقية كامنة!
علاج أي مشكلة يتطلب الاعتراف بوجودها أولا ثم تشريحها ودراستها، واذا لم يحدث هذا فإن أي علاج للخلاف لن يكون اكثر من (حبة مخدر) ثم سرعان ما يعود الخلاف ويتفجر بعدما يزول تأثيرها، وهذا بالتحديد ما يحدث مع قطر خليجياً منذ عدة سنوات، إذ كلما تم احتواء خلاف بالطريقة التقليدية يعود فيتفجر من جديد في وقت لاحق.
ولهذا أقول.. اختلفوا يا دول مجلس التعاون.. فالخلاف أمر صحي، وأبرزوا خلافاتكم إلى العلن فإبرازها أيضا أمر صحي، ولكن احرصوا على أن تجلسوا معاً وتتفاهموا وتضعوا حلولاً على أسس مقبولة تزيل الخلاف من جذوره، وتعالج الجراح ولا تنكأها. وإذا تمكنتم من ذلك، فاعلموا أنكم مقدمون على تحقيق المزيد من الخطوات (التعاونية) و(الوحدوية) بين دولكم.
في الكويت.. أيضا
إن مشكلة أسلوب عدم الاعتراف العلني الصريح بوجود الخلافات ليست حكراً على دول الخليج، بل هي مشكلة موجودة أيضاً على صعيد السياسيين والطامحين في الكويت. إذا رأوا بعضهم البعض تراهم وقد (تباوسوا وتضاحكوا).. ومتى أدار المختلفون ظهورهم لبعضهم البعض بدأوا بتحريض أتباعهم على أعدائهم. والسبب في هذا هو عدم قدرتهم على التفاهم المباشر، وعدم قدرتهم على المواجهة، وعدم قدرتهم على حل مشاكلهم بأسلوب (ناضج) بعيداً عن الرعونة.. أو التمثيل والافتعال.
تعليقات