'سحب السفراء' يهدد بنسف الوحدة الخليجية.. برأي وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 1399 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  لا تفقدوا قطر!

د. وائل الحساوي

 

بعد ان كنا نتحدث عن مشروع متكامل للوحدة الخليجية ونحاول تذليل جميع الصعوبات التي تقف أمام تحقيق ذلك الحلم، ها نحن نجد أنفسنا أمام أكبر معضلة تهدد بنسف مشروع الوحدة الخليجية وهي انزعاج السعودية والإمارات والبحرين من دولة قطر وسحبها لسفرائها من قطر.

لقد كنا نعلم بأن هنالك خلافات جوهرية بين دول الخليج في بعض القضايا الداخلية والخارجية، وأنها قد تم نقاشها في قمة الكويت قبل ثلاثة أشهر، وتوصلت الأطراف الى صيغة للتوافق عليها، ولكن ان تصل المسألة الى سحب السفراء فهذا يدل على ان المشكلة أكثر عمقا مما هو معروف!!

يقال بأن دول الخليج تتهم قطر بتبني الاجندة الأميركية في الخليج وتصادم بقية الدول، ولكن المتأمل في الوضع يجد بأن علاقات دول الخليج بالولايات المتحدة جميعها تصب في خانة التسابق على كسب رضاها وتجنب غضبها، أما القول بأن الموقف الرافض للانقلاب في مصر يوافق الأجندة الأميركية التي كانت تدعم الاخوان، فلا يقول ذلك إلا من يجهل حقيقة السياسة الأميركية التي تلعب على جميع الحبال، ولا يمكن لها ان تدعم التيارات الاسلامية لأن ذلك ببساطة لا يرضي الكيان الصهيوني، ولكن قد تقوم الولايات المتحدة بإقامة العلاقات مع جميع الأطراف لكي تتمكن من الهيمنة على البلاد الاسلامية.

وفي تصوري بأن قطر قد بنت موقفها من أحداث مصر من قضايا مبدئية تؤمن بها قطر وتدافع عنها، وكذلك دعمها لحماس وعناصر الثورة السورية ينطلق من مبادئ لا من خضوع للسياسة الأميركية، ولا ننسى بأن موقف قطر تتبناه شريحة واسعة من الشعب المصري.

أما السبب الذي نعتقد بأنه الأهم في توتر العلاقة بين قطر وشقيقاتها فهو ما يتهمه الأشقاء من ان قطر تتبنى أشخاصا ومنظمات قطرية تسعى لزعزعة استقرار تلك الدول وتفجيرها من الداخل والتدخل في شؤونها الداخلية، وقد تابعنا دور بعض أولئك الأشخاص ودورهم الخبيث في تمويل حركات خارجية، كما ان التصريحات غير المسؤولة لبعض الشخصيات التي تحتضنها قطر ضد بعض دول الخليج يجب ان تتوقف لأننا نعيش في مرحلة حساسة لا تحتمل الإفراط في السماح بالنقد للآخرين لاسيما من دولة صغيرة مثل قطر.

لكن مع ذلك فإني أعتقد بأن الأمر لم يكن يستدعي سحب السفراء لأن وحدة الصف الخليجي تتطلب سعة الصدر والتسامح، وكان الاولى لو ان غضبة دول الخليج كانت ضد إيران التي تتدخل في شؤونهم وتحتل أراضيهم وتتفنن في العداء الصارخ لجميع مصالحهم!!

في لقاء مع اذاعة الكويت قبل شهرين سألني مقدم البرنامج: ما هي أهم الضمانات لاستمرار الوحدة الخليجية وبقائها؟ فقلت له: أهم ضمانة لذلك ان تكون وحدتنا هي وحدة للشعوب لا وحدة أنظمة لأن الأنظمة تتغير وتتبدل، لكن وحدة الشعوب هي الدائمة.

أرجو من الاخوة في دول الخليج ان يعيدوا النظر في قرارهم وأن يعيدوا علاقاتهم مع قطر، كما أرجو من قطر الكف عن التدخل في شؤون أشقائها والاعتذار عما بدر منها.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك