جميل السبع يكتب: درنفيس ما عندك ؟

زاوية الكتاب

كتب 3547 مشاهدات 0


درنفيس ما عندك ؟

كلنا شاهد فيديو ' خروف حميد ' ذلك المقطع الذي حصد مشاهدة الآلاف و تقهقهت الحناجر ضحكاً عليه و كيف تم توطين عبارة ' درنفيس ما عندك ' للاحتجاج الساخر من الآخرين أو الإعتراض على آرائهم

لكن من جانب آخر لو أمعنّا النظر جيداً بهذا المقطع بعيداً عن السخرية لوجدنا أنّ هذا الراعي يحمل بين دفتيّ قلبه العديد من الصفات الإنسانية الرائعة سأذكر منها على سبيل المثال ثلاث صفات فطرية

هذا الراعي نجد أنه يحمل في قلبه رحمة فطرية لو وزّعت على جميع المشاهدين الساخرين من مأساته ( كما يراها هو ) لكفتهم و لفاض ميزانها بها فهو أراد لها الرحمة بأن يُخلّصها من عذابها و هي تتلفظ آخر أنفاسها

كذلك وفاءً منهُ لها و من باب ردّ الجميل الذي طالما أكرمته به خلال حياتها من درٍّ للحليب… فأراد لها الميتة الكريمة بأن يذبحها على الطريقة التي أمرها بها الله عزوجل و شريعة دينه التي احتكم إليها في هذا الموقف و أراد مساواتها مع قريناتها

هذه هي فطرة الراعي الجاهل و الغير مُتعلّم و أكاد أُجزم أنه لم يرتد مدرسة إبتدائية و المغلوب على أمره مع ' حيوان ' أجلّكم الله و كيف أننا نسخر من رحمته و وفائه و إكرامه لنعجته و ردّ الجميل و نضحك عليها في حين الكثير يفتقر إلى تلك الصفات

نأتي للساخرين من ( حميد و خروفه ) من المُتعلّمين و ( بتوع المدارس ) و أصحاب الشهادات العُليا الذين يقبعون تحت سقف التيارات الدينية و السياسية و الحقوقية من أبناء البروتوكولات و البرستيج و الإتكيت و الخزعبلات الطبقية إدّعاءً بالمدنيّة التي يتشدّقون بها لقد أهداكم ( حميد ) درس في الوفاء و الإكرام و الرحمة تعجز عنه رسالات الماجستير و حرف الدال الذي يسبق أسماءكم هل عجزتم أن تكونوا مثل ( حميد ) بإكرامكم لـ ( الإنسان ) الكويتي البدون الذي سُفِحت دماؤه الزكية أبّان الغزو العراقي على ثرى هذا الوطن و لازال أبناؤه مُشرّدين في الخارج ؟

أم عجزتم أن تكونوا أوفياء للأسير الذي حُرِم من أطفاله و عانى الأمرّين أثناء أسره و لازال عاطلاً عن العمل ؟

أم تراكم تجهلون حقيقة أن هذا الوطن قام على سواعد رجال الكويتيين البدون في بداية تأسيسه بجميع مؤسساته العسكرية و النفطية و التعليمية و خنعتُم عن ردّ الجميل ؟

هل صُمَّت آذان الرحمة عن أطفال الكويتيين البدون الذين قضوا نحبهم بسبب الحرمان من إصدار جوازات لهم للعلاج بالخارج ؟


أم أنكم تتلذّذون بمشاهد الطفولة التي تناثرت براءتهاعلى الأرصفة من بيع الخضار ؟

مآسي كثيرة لا تُحصى ضاقت بها حوائط منازل الكويتيين البدون و تكاد تنفجر على رؤوس أصحابها و تخشع أسقفهم عليهم و من يُنْكرها إمّا عنصري قبيح أو متعجرفٍ طغى عليه الجانب البهيمي فلا يرى إلاّ شهواته أو ( إسلامي ) ليس العدل ضمن أجندته


و في الفصل بين الحق و الباطل خندقين لا ثالث لها إما أن تنصر الحق فتُجزى به و إمّا أن تقف مع الباطل فتُخزى به

و أما الصامتون و المُحايدون ( حسب وجهة نظرهم ) الذين علِموا الحق و سكتوا عنه ينطوون تحت راية الباطل و يُدفنون في خندقه فالساكت عن الحق شيطانٌ أخرس


بدونيّات :

رسالة لمن قال بأنّ البدون مُندسّين يا ( ولد بطنها ) الكويتيين البدون لم يتمّ إستدعاءهم لشبهةٍ في ( شراء الأصوات ) و لا بيع الوطن

و أخرى…

لـ سندريلا الشواذي أغلب أخبار الصفحات الأخيرة في الجرائد لـ صحفيين من أبناء ( ديرتج ) فكفى بهم شاهداً على الإبداع بتلفيق التهم و الكذب


و أخيراً ..

إزْرَقّت و الله
جميل السبع

الآن- رأي: جميل السبع

تعليقات

اكتب تعليقك