كيف أصبح العراق'حزب الله'بمقاييس دولة !

عربي و دولي

2328 مشاهدات 0

من لايفهم إلتزام المالكي المقدس تجاه إيران لا يفهم المالكي



ليس عصي على الفهم إدراك مايقوم به رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لتجاوز الازمة الدموية الحالية،و التي نتجت لغياب الرشد عن خط سير القرارات التي اتخذها منذ دخل المنطقة الخضراء في بغداد،وآخرها إعادة تسويق نفسه بالعنف كمرشح لولاية ثالثة. ولأنه يواجه حاليا أزمة جارفة يصعب الوقوف أمامها،فقد أتبع المالكي اسلوب قديم في إدارة الازمات يتلخص في القفز على الحصان الذي يقود الأزمة والسير به لمسافة قصيرة ثم تبديل مسار الازمة لمسارات أخرى. ولعل اكثر المسارات شيوعا في العلاقات الدولية اسلوب تصدير الأزمة إلى الخارج. وإستراتيجية تغيير مسار الازمات العراقية الداخلية للخارج قديم قدم عبدالكريم قاسم 1961م ثم الطاغية صدام 1990م، ففي هذا السياق أتهم المالكي حين زار محافظة الأنبار مؤخرا دولا عربية بالتدخل في شئون بلاده بمخطط كبير .

وعندما يحيط الضباب بما يجري نحاول بتروي قراءة الظروف التي ولد فيها تصدير المالكي لأزمته للخارج.فقد تعثرت صفقة الاسلحة الاميركية لبغداد والتي تشمل طائرات الأباتشي وطائرات إف F-16 كما كان من بينها طائرات استطلاع ودبابات وصواريخ،والتي أشرنا الى خطورة إستمرار واشنطن في تنفيذها في مقال بعنوان 'هل يعطي شوارسكوف الهيلكوبتر للمالكي مرة ثانية!' في5 فبراير 2014.وذكرنا ان مايجري ليس تسليح للجيش العراقي بل تسليح لميليشيات تتبع المالكي.

وستقتل أهل الانبار بالهليوكبتر كما قتل صدام من قام بالثورة الشعبانية 1991م. ويقوم المالكي حاليا بتصدير ازمة حكمة بافتعال ازمات مع الخارج في وقت أظهرت فيه وثيقة سرية بثتها وكالة رويترز للانباء تفاصيل صفقة وقعها المالكي مع مؤسسة الصناعات الحربية الإيرانية ومؤسسة الصناعات الإلكترونية الحربية الإيرانية لشراء أسلحة متعددة وذخائر بلغت قيمتها نحو 150 مليون دولار أميركي، وتنوعت بين أسلحة خفيفة وثقيلة وصواريخ ومنصات إطلاق وذخائر لأسلحة خفيفة وثقيلة ودبابات ومدفعية وأجهزة مختلفة للحماية وتنفيذ العمليات الخاصة.وفي الوقت نفسه اشارت تقارير الى صفقة سلاح روسية تاريخية ستحدث انقلاب استراتيجي في الشرق الاوسط بلغت قيمتها 4.3 مليارات وشملت 30 مروحية هجومية و42 من انظمة الصواريخ بانستير-اس 1 ارض/جو، و طائرات ميغ-29 وآليات ثقيلة .

ويروعنا مما سبق حقيقتين :الاولى ان الازمة التي يحاول المالكي تصديرها أصبحت مسلحة بترسانة ايرانية وروسية بالإضافة الى اسلحة 50 دولة تعرض في بغداد ابتداء من الاول من مارس 2014م الطائرات والدروع والصواريخ واجهزة الاتصالات؛ فلم يعد المالكي والحالة هكذا يخوض معركته الكلامية كما أعتدنا عليها منذ ثمانية اعوام بالهجوم على السعودية ودول الخليج العربي بين فينة وأخرى متهما الخليجيين بتصدير الارهاب للعراق. والحقيقة الثانية هي ان من لايفهم إلتزام المالكي المقدس تجاه إيران لا يفهم المالكي وقراراته، فقد رفع سقف اتهاماته لجواره العربي لآمر يخص طهران .

بحثاً عن خاتمة،نقع في دائرة الحيرة حين ندرك ان عملية نقل الاسلحة من ايران للعراق تعتبر خرقا مباشر لالتزام ايران بقرار مجلس الامن المرقم 1747 .وانتهاك للحظر المفروض على مبيعات الأسلحة الإيرانية،فلماذا تخاطر ايران إن لم يكن هناك ماهو اثمن من ملف جنيف النووي! ولماذا يخاطر المالكي بفقدان علاقته بواشنطن بسبب تأخر تسلمه للسلاح في حين كان بإمكانه التروي حتى زوال اعتراضات الكونغرس.هل مايجري تمهيد لقرار تأجيل الانتخابات المقررة في ابريل رغم نفي المالكي لذلك؟ أم ان الامر لأسباب أخرى غير مرصودة الآن تتعدى الانتخابات وتتعدى ثورة الانبار بل تلغي العراق كمرتكز للتحولات العربية الكبرى وتحوله للقيام بدور'حزب الله' بمقاييس دولة؟

الآن - د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك