تحت ستار من الغموض والتعتيم، شارك مسؤولون سوريون كباراً في تشييع جنازة العميد محمد سليمان (49 عاماً)، الذي تم اغتياله بواسطة قناص أطلق النار عليه من البحر، في منتجع ساحلي بالقرب من ميناء طرطوس.
وفي ظل التعتيم الرسمي، أشارت المعلومات الصحفية المسرّبة إلى أن سليمان كان يعتبر 'الذراع اليمينى' للرئيس السوري بشار الأسد، وأيضاً مستشاره الأمني، والمسؤول عن 'الملفات الحساسة' في مكتب الأسد، بحسب ما أشارت صحيفة 'الشرق الأوسط' الاثنين 4-8-2008، مضيفة أن القتيل كان مسؤولاً عن التمويل والتسليح في الجيش السوري.
وفي مؤشر على أهمية سليمان، حضر شقيق الرئيس وقائد الحرس الجمهوري ماهر الأسد، وضباط كبار آخرين، مراسم الجنازة التي جرت في بلدة دريكيش شرقي طرطوس.
وأشار مراقبون إلى أن حضور ماهر الأسد، الذي يعتبر من أقوى الشخصيات في سوريا، يؤشر إلى دور سليمان المحوري في هرم السلطة، ومكانته بين أركان الدولة. علماً أن الاغتيال جرى بينما يقوم الرئيس الأسد بزيارة رسمية إلى ايران، التقى خلالها نظيره الإيراني، وأيضاً مرشد الثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي.
وهذه أول واقعة اغتيال معروفة في سوريا، منذ مقتل القيادي في 'حزب الله' اللبناني عماد مغنية في دمشق بفبراير الماضي. ويبدو ان التقاطع بين الحادثين يتعدى الشكل، إذ كشف مسؤول لبناني 'رفيع المستوى'، رفض الكشف عن هويته، أن سليمان كان 'ضابط الاتصال السوري مع حزب الله'، كما كان 'على صلة وثيقة' أيضاً بمغنية.
بينما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن سليمان كان شخصية اساسية في البرنامج النووي الذي تتهم الولايات المتحدة سوريا بانتهاجه، بعد أن أغارت إسرائيل على موقع في شرق سوريا العام الماضي.
وفي ظل عدم صدور أي تعليق رسمي سوري على اغتيال سليمان، اختلفت المعلومات المتداولة حول كيفية اغتياله، إذ قال موقع للمعارضة السورية على الانترنت أنه تعرض لإطلاق نار في الرأس، في فيلته المجاورة للبحر، فيما تحدث موقع آخر عن إطلاق قناص النار عليه من زورق.
وحاصرت قوات الامن المنتجع لساعات ولم تغط وسائل الاعلام المحلية الحادث الذي أحدث صدمة في البلاد. وقال أحد المصادر لوكالة رويترز 'هذا زلزال. منذ متى نسمع عن اغتيالات تقع بهذه الطريقة في سوريا'.
بينما نقلت صحيفة 'الشرق لأوسط' عن مصدر سوري وصفته بـ 'المطلع'، ان اغتيال سليمان يرتبط بوجود 'خلاف على المصالح بين مجموعات مختلفة، في ظل مراكز قوى موجودة في النظام'.
واعتبر المصدر أنه 'من الصعب تأكيد او نفي تورط اشخاص من داخل النظام في الاغتيال في الوقت الحالي، موضحا أن التصفية 'لا تتم الا بقرار مركزي. هذه عملية كبيرة. هذا شخص له مركزه في النظام وفي الجيش'. |
الآن - وكالات
تعليقات