الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ماضيه هو قاضيه

عربي و دولي

5419 مشاهدات 0

سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد

حين تبحث عن رجل لشغل منصب وزير الداخلية ثم وزير للدفاع ثم الرجل الثاني في الحرس الوطني ولخصوصية المهمات المكلف بها في هذه الوحدات العسكرية فأنت تبحث عن رجل خارج نماذج الوصف الوظيفي الدارجة.لقد تأصل في أذهاننا بالكويت طوال عقدين أسم الشيخ نواف الاحمد  كحامل لأمانة الامن الخارجي والداخلي . ولم تكن تلك إلا حلقات تأهيلية جعلت سيدي أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر حفظه الله لايتردد في اختياره لولاية العهد التي تحل اليوم الذكرى الثامنة لها،حيث أدى اليمين الدستورية امامه في 20 فبراير2006م وبايعه مجلس الامة بالإجماع في جلسة خاصة باليوم نفسه.

إن ماضي الشيخ نواف الاحمد كوزير للدفاع هو قاضية،وقد أنصفه جهده واخلاصة حيث كان  وزير الدفاع الرابع منذ الاستقلال 1988م-1991م في حقبة مليئة بالإحداث الجسام . ففي بداية استلامه لمسؤولياته في يناير 1988م كانت الكويت تتعرض لهجوم شرس اثناء الحرب العراقية الايرانية  وكان الجيش الكويتي في أعلى حالات التأهب للعام الثامن على التوالي،مما اتلف المعدات وأنهك الرجال. كانت مرحلة حرجة تراجع فيها الكثيرون عن  تحمل المسئولية لعجزهم عن التصرف بالحكمة المطلوبة في تلك الفترة الحرجة .وكنا نسير على خيط رفيع بين الطرفين المتحاربين حيث كان كل قرار يصدر من وزير الدفاع عرضة للتأويل في اخذ جانب طرف ضد الطرف الاخر.


بعد توقف الحرب العراقية الايرانية قاد سموه خطة تحديث شاملة للجيش الكويتي فتم التوقيع على العديد من العقود التي نرى ثمارها حاليا فقد تم توقيع عقد شراء طائرات F18 المقاتلة وهي ذراع الكويت الطويلة . كما تم توقيع عقد شراء طائرات التكانو ومنظومة صواريخ الامون للقوة الجوية .وتم توقيع عقد الدبابات نوع M-84 اليوغسلافية .وبدأت المباحثات لشراء زوارق صاروخية جديدة . وعندما نتحدث عن الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت في الثاني من اغسطس 1990م ومخزون الذكريات الاليمة نتذكر الغدر وعدم التكافؤ بين الجيش الكويتي مع جيش الغزاة.وهنا نتذكر مواقف رجالنا ونتذكر موقف الشيخ نواف الاحمد وزير الدفاع الذي كان على رأس الحلقة التي تتبعت الاحداث وأعطت التوجيهات قبل اكتمال الاحتلال الغاشم .

كان الشيخ نواف الاحمد في مركز عمليات الجيش الكويتي حين بدأ اعضاء الحكومة بالتوافد هناك في الثانية فجر 2/8.حيث اصدر دون تردد أمر رفع الحالة القتالية وأمر العمليات،وبرقية التصدي للعدو. غادر الشيخ سعد رحمه الله مركز العمليات برئاسة الاركان قبل سقوطه متجها للمركز البديل في صبحان .لكنه غير سيرة لقصر دسمان بعد ان اتضحت خطط العدو بتصفية رموز الشرعية . وتوجه سيدي سموالشيخ صباح الاحمد مع الشيخ نواف الاحمد في الخامسة صباحا لمركز عمليات القوة الجوية بصبحان ومعهم كبار الضباط. وكاهن الشيخ نواف الاحمد في المركز فيما كان ضباط العمليات يديرون المعركة الجوية والبرية والبحرية . وبعد الاحتلال برز دور الشيخ نواف الاحمد عندما تقرر تجميع الجيش الكويتي. حيث تقرر تشكيل قيادة ووضع خطط فقابل الشيخ نواف الاحمد مع الشيخ على صباح السالم الضباط في 6 أغسطس. وأصدر قرار وزاري اعيد به احياء قيادة الجيش التي تكونت في البداية كلجنة في قصر الامارة بالدمام من العقيد راشد سيف والعقيد خالد رديني  والعقيد فؤاد حداد وعلي شيحان وتطورت اللجنة الى قيادات برية وجوية وبحرية وكان الشيخ نواف على رأس هرم المسؤولية عندما بدأت حرب التحرير فشارك في تتبع وتوجيه القوات الكويتية فقد كان وزيرنا في تحرير الكويت. وبعد التحرير ساهم الجيش الكويتي والشيخ نواف وزيرا له في دعم مرحلة اعلان الاحكام العرفية رغم ان الارتباك كان سيد الموقف وبقي وزيرا للدفاع حتى ابريل 1991م . و سيتذكر شعب الكويت دائما سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد حفظه الله بالخير ويتذكر ما بذله من أجل وطنه في اصعب المناصب واكثرها حساسية فماضيه هو قاضيه.

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك