انتهت المفاوضات وبدأت دبلوماسية البراميل المتفجرة
عربي و دوليفبراير 19, 2014, 12:03 ص 1227 مشاهدات 0
رحب العالم بمفاوضات 'جنيف2' بين الاسد والمعارضة لكونها السبيل الحضاري الوحيد لمعالجة الجرح الانساني النازف هناك .لكن الاسد لم ينظر الى جنيف كفرصة للمواجهة مع المعارضة كما توقع الكثيرون بل للمراوغة وكسب الوقت .فقد كرر فريق الاسد بشكل آلي نغمة مكافحة الارهاب باسترسال حال دون اختراق في جمود المفاوضات.ثم أعلن الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي انتهائها 15 فبراير 2014م والوصول لطريق مسدود.فما الذي كان يفعله فريق الاسد !وماهي التحركات الاقليمية والدولية المطلوبة ؟
لقد انقلبت الامور خلال الستة الاشهر الماضية رأسا على عقب، فقد كان الاسد يستجدي المجتمع الاقليمي والدولي حلا سياسيا للازمة. في حين كان الجميع يطالب بحل عسكري .ونجح الاسد في مسعاه ثم عقد مؤتمر 'جنيف 2 ' لنكتشف انه لا يملك حلا سياسيا لصالحه، ولاسبيل أمامه للبقاء إلا بالحل العسكري.وحتى لا يوصم بالإرهاب وهو ينجز مشروعه العسكري بالأعمال الارهابية لشبيحته وحزب الله والمليشيات العراقية التي معه ؛ استبق الامر ورفع راية محاربة الارهاب كسد تفاوضي يحول دون وصول المفاوضين لنقطة المرحلة الانتقالية بدون الاسد.واستنتاجا مما سبق توصلنا الى ان النظام جاء لجنيف لتحقيق أمرين :
1- في زمن تعد فيه قوة قناة الجزيرة والعربية الاخبارية بقوة مقعد دائم في مجلس الأمن أو بقوة ضغط حاملة طائرات أوبرنامج نووي، يأتي كسر الحصار الإعلامي هدف في غاية الاهمية للأسد لتسويق أمر بقائه لمناوئيه من باب إن الابتعاد عن العدو أخطر من البعد عن الصديق. ولنا أن نستقرئ في مؤتمر مثل 'جنيف2'- ترعاه الدول الكبرى -مدى السفاهة السياسية عندما تطرح الحلول السياسية من قبل فريق لا ساسة بينهم إلا شخصين فيما تأتي الاصوات العالية من استاذة للشعر العربي المقارن،ومذيعة كانت تقدم برنامج نسائي، وليس في ذلك بخس للوظيفتين لكنه تسفيه لجسارة بثينة شعبان ولونا الشبل في ادعاء السياسة و الدفاع عن وحش قابع في هيكل انسان.
2- حضر فريق الاسد لجنيف لأنه مجبرعلى ذلك، فالحضور يعني الموافقة على 'جنيف1' المتضمن مرحلة انتقالية بدون النظام،فأراد استغلال الفرصة لتحقيق حسم عسكري على الارض لخلق ظروف تفاوض أفضل.وأهم شكل للحسم هو خلق مأساة انسانية تشد انتباه العالم عبر المهجرين واللاجئين،فكانت البراميل المتفجرة التي نشطت مع بداية كل جولة تفاوض أنجع الوسائل لطردهم من بيوتهم حيث بلغوا حوالى 4.10 ملايين لاجئ وهو رقم كاف لإخضاع العالم للابتزاز البعثي عبر دبلوماسية البراميل المتفجرة.
إن توقف 'جنيف2' فرصة وليست انتكاسة لائتلاف المعارضة لتقديم أنفسهم بشكل أفضل،عبر إزالة عشائر'داعش' الهمجية وهم يحزون رقاب الابرياء من صدارة مشهد الثورة.مما يقرب الاكراد والمسيحيين وحتى العلويين لكراسي وفد المعارضة.كما ان الفشل سيدفع مجلس الأمن للتدخل،حتى ولو لوح الروس بالفيتو وربما بشكل أقوى مما سبق. لكن مايجب اقتناصه خليجيا من توقف 'جنيف 2 'هي الفرصة لوقف دبلوماسية البراميل المتفجرة، عبر تسليح المعارضة بالسلاح الصحيح الذي يحد من وحشية براميل جهنم.
فقد ذكرت تقارير عسكرية ان وسيلة ايصالها هي طائرات الهيلوكبتر التي تحلق على ارتفاع 4 كم على الاقل،مما يعطي من يتصدى لها فرصة 5 دقائق للتعامل مع الطائرة والبرميل المتفجر باستخدام سلاحين لاثالث لهما:الاول هو صاروخ أرض/جو ستينغر 'FIM-92 tinger' المحمول على الكتف، والموجه بالأشعة تحت الحمراء، ويكفل جدارته فرار حوامات السوفيت من سماء افغانستان بعد ان أفتتح المهندس الافغاني 'غفار' من رجال قلب الدين حكمتيار مهرجان قتل الخفافيش بإسقاطه أول هيلوكبتر سوفيتية من نوع ' Hind' في جلال اباد عصر يوم 25 سبتمبر 1986م .
أما السلاح الثاني فهو الصاروخ السوفيتي أرض/ جو قصير المدى إستريلا 'SAM-7' المحمول على الكتف ويعمل بالتوجيه الحراري، ويزكي جدارته رجال الدفاع الجوي الكويتي الذين اسقطوا 3 طائرات هيلوكبتر ومقاتلة نفاثة عراقية في معركة فوق 'صبحان' في نصف ساعة ضحى 2 أغسطس 1990م .وكلا الصاروخين متوفرين في مخازن الاسلحة الخليجية أو في متناول اليد بالإضافة الى توفرهما في السوق السوداء.فالاستثمار الخليجي في سوريا مساوى بالجدوى الاستراتيجية للتمويل الخليجي لصفقة سلاح روسية لمصر بعشرة ملايين دولار!
تعليقات