فيحان العتيبي ضد كروتة الميزانيات وسلقها

زاوية الكتاب

كتب 486 مشاهدات 0


الرأي المحلي اتجاه «كروته» وسلق الميزانيات لا يبشر بالخير! كتب:د. فيحان العتيبي* ناقش مجلس الأمة قبل ايام الميزانية العامة للدولة وميزانيات الجهات الحكومية المستقلة والملحقة بعد أن تأخرت الحكومة في تقديمها الى المجلس 51 يوما عن التاريخ الدستوري المحدد لذلك. ومن الملاحظ ان لجنة الميزانيات والحساب الختامي في المجلس، وفق تصريح مقررها النائب عادل الصرعاوي، تأخرت في مناقشة تلك الميزانيات لهذا السبب، وطالب الصرعاوي رئيس المجلس جاسم الخرافي بحث الحكومة على التجاوب وألا يربك عمل اللجنة. في المقابل رد رئيس المجلس على النائب الصرعاوي ودخلا في سجال عبر الصحافة المحلية، فالأول يرى ان استجواب وزير النفط السابق علي الجراح قد انسى الصرعاوي عمله في اللجنة، بينما رد الصرعاوي على الرئيس بأنه لم يعهده لحوحا إلا أن للسفر احكاما، ويقصد بذلك ان الاستعجال في اقرار الميزانيات يرجع الى فض دور الانعقاد الحالي وسفر النواب بمن فيهم الرئيس. من الواضح جدا ان الميزانيات وخصوصا الميزانية العامة للدولة لم تبحث بالشكل المطلوب أو تناقش بهدوء وبعيدا عن اجواء التوتر والالحاح من قبل رئاسة المجلس، ونلمس ايضا ان الحكومة لم تتجاوب مع لجنة الميزانيات كما يجب وأن التغييرات التي طرأت على الميزانية وصلت الى ما يقارب من مليار، وهو أمر يثير التساؤل بسبب ضخامة الرقم، وبالتالي هذا الجو غير الصحي الذي كشفه التراشق الصحافي بين رئيس المجلس ومقرر لجنة الميزانيات من شأنه التأثير سلبا على اقرار الميزانيات وسيؤدي الى «سلق» الميزانية بأسرع وقت ممكن و «كروتتها» خلال ساعات محدودة بهدف انهاء أعمال المجلس والبدء بالاجازة الصيفية وأخذ قسط من الراحة بعد تجاوز أزمة الاستجواب الأخير، مع العلم ان الدستور لم يحدد تاريخا معينا لفض دور الانعقاد وربط ذلك بالانتهاء من اقرار الميزانية. لابد من اعادة النظر في مسألة دمج ميزانيات الجهات الحكومية بعضها مع بعض ومناقشتها في المجلس بتحديد خمس دقائق لكل نائب، خصوصا ان كل ميزانية واحدة تحتاج على الاقل الى خمس دقائق لكل نائب للتعليق عليها وإبداء ملاحظاته، الأمر الذي يتطلب العودة الى الأصل والنظام السابق في المجلس قبل أعوام عدة، أن تتم مناقشة الميزانيات بشكل مستفيض ومدروس وتأن من دون الاصرار والالحاح على الاستعجال في اقرار تلك الميزانيات التي تشهد ملاحظات خطيرة من قبل ديوان المحاسبة.
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك