منى الشافعي تتعوذ من الحسد

زاوية الكتاب

كتب 470 مشاهدات 0


الحسد! 05/07/2007 منى الشافعي يعرف الحسد بأنه شعور اخلاقي داخلي، يحرك نوازع الحقد والغيرة والبغضاء، وهو مرض من امراض القلوب، وخلق سيئ وشر مذموم ومكروه، بحيث يتحول الحاسد الى عدو شرس يسعى دائما الى اذية الآخرين.. والحسد موضوع متشعب ومعقد، له اسباب كثيرة ودوافع متنوعة، ومفاهيم مختلفة عند الناس على اختلاف مذاهبهم.. وهو كالجمرة تؤذي صاحبها قبل ان تؤذي الآخرين. *** قال تعالى: '.. ومن شر حاسد اذا حسد'، وقوله تعالى 'ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله'، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم 'لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا'. يقول د. فيكتور بوشيه 'ان الحسد والغيرة والحقد اقطاب لشيء واحد، وانها لآفات تنتج سموما، تضر بالصحة وتقضي على جانب كبير من الطاقة والحيوية اللازمتين للتفكير والعمل'. ألا يكفينا في هذا الزمن الذي اصبحنا نقتات من ألمه، ونشرب من اوجاعه.. الزمن الذي تركته المودة والمعزة، وودعه الإخاء والايثار، الزمن الذي لم يعد للحب فيه مكان شاغر.. حتى نجد الحسد وقد تفشى في مجتمعنا الصغير الجميل، متربعا على عرش الظواهر السلبية؟ والأدهى والأمر انه يزداد انتشارا بين النظراء واهل العلم والمعرفة والثقافة، فالتاجر يحسد التاجر، والكاتب يحسد المبدع، والمفكر يحسد العالم، والدكتور يحسد زميله، وصاحب المنصب يحسد صاحب الجاه.. ذلك كله خوفا من المزاحمة.. غافلين او متناسين ان الكويت تتسع للجميع، وان لكل فرد منا نكهة خاصة تميزه عن الآخر ولا تلغي نكهات نظرائه.. حقا، صدق من قال 'عدو المرء من يعمل عمله'. المصيبة ليست في الحسد نفسه، المصيبة في ما يجره الحسد من عداوات دائمة، واحقاد مذمومة، وبغضاء قبيحة، فضلا عن الصراعات الفوضوية التي تفتك بالمجتمع وتضره اشد الضرر. أعتقد ان هناك بدائل انسانية حضارية للحسد، فهناك المنافسة الشريفة في كل المجالات التي تدفعنا لنكون الاحسن والافضل، ان كان هدفنا ان نحاكي الآخرين، علما وثقافة، مركزا او مقاما، رفعة ومكانة، وهذا النوع من التنافس الشريف مقبول دينيا واجتماعيا وانسانيا، وليس مكروها ولا مذموما كالحسد. قال تعالى 'ان الابرار لفي نعيم على الارائك ينظرون، تعرف في وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم، ختامه مسك، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون'. *** نتمنى علينا جميعا في هذا المجتمع الصغير ان نطهر قلوبنا من الحسد ولا نسعى وراء فلان او علان، نضره ونؤذيه، ونترصد تنفسه، ونتصيد اقل هفواته.. ذلك حتى نستطيع ان نعيش اسوياء في مجتمع صحي نقي، منعش ومتحضر. * * * إضاءة: يقول ابو العتاهية: وان طرقتني نقمة فرحوا بها وان صحبتني نعمة حسدوني ويقول عبدالله ابن المعتز: اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك