فواز البحر يكتب عن البخور البورمي بالساحة السياسية

زاوية الكتاب

كتب فواز البحر 3883 مشاهدات 0


كثير من الأصدقاء أراهم يتكلمون بغضب عن كاتب أو ناشط سياسي أو نائب سابق وكيف في مواقف معينة يتحول الى فئوي أو طائفي أو تتغير مبادئه بشكل جذري ،وبعض الأحيان يطلبون الرأي مني بهذا الموضوع ، تكون إجاباتي دائما بأن هذا طبيعي ، فتقعد الحواجب وأتُهم في عدم المبالاة وبعض الاحيان بأنني أبالغ في الحياد أو بأني جبان لا أقول رأيي .

في هذه المقالة سوف أجاوب بشكل مفصل ، وبحكم أنني خليجي وبشكل أخص كويتي ، فثقافة البخور دارجة عندنا بشكل ملحوظ ، وسوف أقول لكم قصتي مع البخور البورمي , كنت من عشاق هذا البخور ولكن به عيب شديد بأنه لايدوم في الملابس وأغلب كسرات البخور تكون مغشوشة ورائحته زكية في بدايته ولكن سرعان ما تتحول الى ( عطبة خشب محترق) .

الغريب والمضحك بأن بورما لا تتميز في هذا فقط إنما تميزت أيضا في الناشطة السياسية التي نالت جائزة نوبل للسلام ولقبت ايضا في (وردة الأوركيد الفولاذية) فأنا لن أنسى في نهاية التسعينيات ، كيف كانت اذاعة البي بي سي تتكلم عن (أونغ سان سو كيي) وأنها سوف تكون المرأة الأولى في العالم في الحريات وأنها سوف تغير معالم حقوق الانسان بسبب نضالها الصلب وأنها سوف تكون قديسة الحريات .

انا لا أنكر بأنها كانت مناضلة امام العسكر وأضربت عن الطعام لمدة 14 يوم ،وذاقت الأمرين من طغيان حكم العسكر و حرمانها من رؤيه زوجها و أولادها،وتم سجن كل من ينتمي الى حزبها وقتله ، وظلت في حكم الإقامة الجبرية لمده 15 عام ، كل هذا النضال والدفاع عن حقوق الإنسان .سقط في عام 2013 كيف ؟!

في قضيه إقليم الروهينغا المسلم واقليم كاتشين المسيحي ، فكانت تتكلم في استحياء شديد جدا جدا جدا وحتى بأنها لم تجاوب إجابة مباشرة : هل هم مواطنين أم لا ؟؟

حين اشاهد هذا التاريخ النضالي في حقوق الانسان والدولة المدنيه وتعزيز الحريات والمعتقد وهو يسقط في اول اختبار حقيقي ، لاأستغرب لماذا سقطت ؟
وهل تعلمون لماذا سقطت ؟!

لأن منطلقاتها كانت على أغلبيه شعبها ولم تشمل كل شعبها ، فهي بطلة ،لكنها بطله للبوذيين فقط ونضالها يدور حول قواعدها .

فلا تستغرب ان رأيت نائب يصرخ في الحريات ولكن في الاختبار الحقيقي تراه يرجع الى قبليته او عائلته أو طائفته .
فيجب أن تعرف كيف هو انطلق وانتشر وكيف أصبح نائبا أو ناشطا مشهوراً وماهي قضاياه من بدايته ؟ وهل كان محصور فقط لدائرته أو شامل ،فإن رايته انحرفت فهو حقيقة لم ينحرف ،بل رجع الى مربعه الحقيقي ، قواعده افكاره منطلقاته .

ولهذا نشاهد بأن أصحاب الأيدلوجيات المؤمنين فيها سواء الأصوليه منها أو التقدمية ، منهجهم واضح وتعلم مسبقا موقفه من هذه القضية أو تلك ،وأنا شخصيا لا انصدم من لا يملك ايدلوجية بأنه يتحول من شي الى شي اخر، فأنا ابحث عن منطلقاته و قواعده ومن خلاله سوف أعرف لماذا أصبح هنا أو هناك ،فهم كالبخور البورمي ، لاتدوم رائحته الزكية، فلا تنصدم او تستغرب .

الآن-رأي: فواز البحر

تعليقات

اكتب تعليقك