تصريحات النواب والوزراء 'ولعها شعللها'

محليات وبرلمان

تعدد الصحف اليومية ساهم بشكل كبير لزيادة حالة الإحتقان بين أعضاء السلطتين

625 مشاهدات 0


قانون المطبوعات والنشر رقم 3/2006 سمح في صدور صحف جديدة بعد ثلاثين عاما من ترخيص آخر صحيفة في الكويت، ووصل عدد الصحف اليومية في الكويت حتى الآن إلى 14 صحيفة يومية مطبوعة، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في كثرة التصريحات للنواب والوزراء ' في الطالعة والنازلة ' فلا يكاد يمر يوما، إلا وتكون صور النواب والوزراء قد ملأت صفحات الجرائد اليومية، وباتوا في ذلك منافسين من الدرجة الأولى لأصحاب الشهرة من فنانين ولاعبين، والناس بدأت تشعر بالغثيان من كثرة التصريحات والوعود سواء من النواب أو الحكومة، التي ما انزل الله بها من سلطان ، فهم يريدون انجازات حقيقة وملموسة تشيد على أرض الواقع، لا على قصاصات الورق !!! .
تصريحات نيابية يومية تتضمن أسئلة واقتراحات واستفسارات وتصعيد يصل للتهديد بالمساءلة السياسية، لا تحمل في طياتها إلا القليل والقليل جدا من الاقتراحات المفيدة، حيث يغلب عليها طابع دغدغة مشاعر الناخبين، فعلى سبيل المثال، لم يرى أي تحرك نيابي مؤثر فيما يتعلق بمشاريع التنمية في البلاد، فالأعضاء مشغولون بأمور أخرى تمثل اعتداءا صارخا على السلطات الأخرى، مثل تعيين القيادات وإقالة قيادات أخرى، وممارسة الضغوطات لاختراق القوانين.
أما التصريحات الحكومية والتي من المفترض أن تكون أكثر مسئولية، فهي تعاني من عدم المصداقية في التعامل مع الأحداث، ومن أبرزها ما حدث بعد تداعيات قضية تأبين عماد مغنية والانتخابات الفرعية وانقطاع الكهرباء وزيادة الـ120 دينار وتأجيل العام الدراسي وقضية العمالة الوافدة، بالإضافة لعدم التعاطي الجيد مع الأحداث السياسية العالمية.
وهناك وزراء تفرقوا للتصريحات الصحفية ونسوا أعمالهم الأساسية، وبدلا من أن يهتموا في القطاعات الحيوية في وزاراتهم، قاموا بتفعيل إدارات العلاقات العامة فقط في وزاراتهم، بل أنهم خصصوا قاعات للمؤتمرات الصحافية، لتلميع صورهم أمام أصحاب القرار.
وباتت الصحف اليومية من أهم وسائل المساعدة في التراشق بين أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية وتبادل الاتهامات فيما بينهم، وتحصل أحيانا على مانشيتات بالخط العريض في بعض الصحف، للفت انتباه القراء الذين تستقطبهم تلك التصريحات الرنانة.
فإذا كان أعضاء السلطتين يعتقدون أن صراعهم يعجب المواطنين فهم واهمون، إن ما يريده المواطن ياسادة هو تحقيق الإنجازات وتوجيه الفوائض المالية لتحسين المعيشة من خلال تحسين الخدمات والاهتمام في القضايا التعليمية والصحية والأمنية والإسكانية وإعادة بناء البنية التحتية وتطبيق القوانين، وتحقيق المساواة والعدل.
ولكن يبدو أن هذه الأحلام بعيدة عن أرض الواقع، في ظل وجود حكومة ومجلس (تسلق) فيه أكبر ميزانية في البلاد تقدر بـ 19 مليار، في أقل من ثلاث ساعات!!.

 

 

الآن - تقرير: أحمد البراك

تعليقات

اكتب تعليقك