الموساد التجاري! بقلم العويد العتيبي

زاوية الكتاب

كتب 1690 مشاهدات 0

 العويد عبدالرحمن العتيبي

إستطاعت الدولة اليهودية من فرض وجودها على المستوى الدولي وخلق كيان لها من الفراغ الجغرافي وذلك بعد أسباب وضروف صنعها بعض المناضلين من أصحاب القضايا والفكر اليهودي المتطرف أدت إلى إقتلاع دولة لها جذور تاريخية وغرس دولة آخرى بمكانها حتى كانت هذه بداية النهاية لدولة كانت ذات عمق ديني تاريخي بنتها إرادة شعوب إنهارت في لحظة وهن بسبب سيطرة المستوطن على مفاصل الدولة السياسية والاقتصادية والعسكرية لذا بدأ وجود مستوطن في أرض لا يملكها وبدأت على أثرها مطالبات بنفي أصحاب الأرض ليستوطنها غيرهم.

بداية القصة
كانت البداية هي بالأصل بداية أي شيئ حيث إجتمعت الفكرة والإرادة حتى تمخضت عن نية لبعض المتطرفين الذين جمعهم الهدف الواحد في إحتلال أرض وإقتلاع شعب وخلق شيئ من لاشيئ حيث كان الهدف بالنسبة لهم هدف واضح لكن عملية لتنفيذها ورؤيتها على أرض الواقع قد تأخذ عقود كثيرة لذا كانت الإرادة هي بداية الإنطلاق نحو الهدف الذي إستمر تنفيذه عقود طويله من الزمن حتى أصبح واقع يرى، ومع هذا الإصرار إستمر الطموح اليهودي حتى حقق لهدفه أول نجاح وهو جمع قوة بشرية تؤمن بطموح هؤلاء المتطرفين وذلك لتشابه أهدافهم فعندما تكون العقيده واحده يصبح الهدف مشترك ، وكانت بداية قصة تنفيذ هذا المخطط تأتي عن طريق السيطرة التجارية وتضخيم الأموال وذلك لهدف دعم القضية مالياً والسيطرة على العصب التجاري الذي فيه تتكون قوة ضاغطة للمستوطن تجعل منه صاحب دخل مادي ومركز وظيفي لأصحاب الأرض مما حد بالكثير من المواطنين بإذلال نفسهم وربط رزقهم في المستوطن وذلك بسبب سيطرتة التجارية على كافة الشكال التجارية الأساسية والغير أساسية المختلفة لذا كان العصب التجاري هو بداية القوة والسيطرة وإحتلال البلاد.

نهاية القصة
عندما سيطرت رؤس أموال المستوطنين على حال الدولة الإقتصادي بدأت حالات الهجرة لمستوطنين جدد مما أفضى إلى إختلال توازن البلد الإسكاني وذلك برتفاع عدد المستوطنين في هذه الأرض وذلك بسبب توفر العقيدة المشتركة ورأس المال للدعم التجاري وقوة بشرية حتى أصبح المستوطن يطالب بحقوقه من مواطنة وتعليم وصحه وإسكان حتى خلص الأمر إلى فصل المتخاصمين عن بعضهم البعض مما أدى إلى بداية نشوء دولة بداخل دولة إمتلكها اليهود من غير وجه حق وأصبحت مستوطنات تمتاز بحركاتها التجارية ودعم تجاري المقدم لها من أصحاب رؤوس الأموال وعلى الجانب الآخر مناطق متشتته لا قيمة إقتصادية ولا قضية عقائدية لها لذلك كان مصيرها الضغف والوهن على عكس المستوطنات التي كان تتسع جغرافياً واقتصادياً لذلك كانت هجرت المستوطنين لهذه الأرض الخصبه لهم مستمرة بسبب ضعف الدولة وتواطئ دول آخرى لذا إستمر توسع المستوطن الجغرافي على الأرض وإستمرت السيطرة التجارية حتى أفضت إلى شرطة لحماية أمن المستوطن ثم جيش للدفاع عنه ومن ثما إعلان دولة ذات سيادة في قلب دولة، ومن هنا أصبح المواطن صاحب الأرض متشرد ولا قيمة إنسانية له ولا هوية له حتى قام الكثير منهم بالهجرة إلى دول أخرى والبحث عن وطن آخر بديل يحتضنه بعد تشريد وهروب من واقع وأرض سلبت منهم.

الخلاصة
أن من أشرس الحروب هي الحروب العقائدية التي تنطلق من عقيدة دينية يؤمن بها جميع المناصرين لها ولا تختلف شكل هذه الحروب إن كانت فكرية أو عسكرية أو حتى بالممارسات التمييزية إذ أنها تدفع بالأخير لتحقيق أهداف غير مشروعة وتهميش طرف أو أطراف في نهاية الأمر لصالح الآخر لذا كانت في التجربة اليهودية بيان واضح لطريقة عمل هذه الأفكار حتى سيطرت على وطن يختلف معها فكريا ودينيا وعرقيا حتى كانت نهاية المواطن هي التشرد والبحث عن وطن بديل لذلك يجب أن تكون هذه القصة هي عضة وعبره لطريقة بداية كل مستوطن يحضى بدعم تجاري وذلك حتى يتسيد على الوضع والقرار السياسي الإقتصادي ويصبح على أثر هذه التسييد أصحاب أرض كانو دخلاء عليها قبل وقت قريب جداً لدرجة انهم لا يعرفون حتى لغتها.

الآن - رأي: العويد عبدالرحمن العتيبي

تعليقات

اكتب تعليقك