خلود النجار تقول أن القوانين التي يضعها الرجال لا تنصف النساء
زاوية الكتابكتب يوليو 5, 2007, 11:28 ص 428 مشاهدات 0
كيف تنصف المرأة في قانون وضعه رجل؟
05/07/2007
د. خلود النجار
منذ اكثر من عشر سنوات، وانا اردد العبارة التالية 'كيف تنصف المرأة في
قانون وضعه رجل؟' وللاسف ما زلت، لقد تفنن الرجل في بسط سيطرته وامساكه
بزمام الامور في تفاصيل قانون الاحوال الشخصية، وبما انني لست محامية، ومن
حسن حظي، لست من المترددات على اروقة المحاكم كضحية لقانون الاحوال الشخصية
الكويتي، وذلك ليس لمرونة في هذا القانون ولا لعدله ولا لبعد نظره ولا
لتقديره لدور الام، ولا لانسانية من وضعه، انما انا مثل القلة من الامهات ممن
لم يبعثرهن هذا القانون ويرهقهن بالهرولة في ازقته فقط، لاننا، وعلى سبيل
التغيير، حظينا بآباء لابنائنا ممن لا يقبلون لامهات ابنائهم الاهانة
والمرمطة، علما بأن هذا القانون العقيم قد فصله الرجل نفسه وطرزه على قياس اي
رجل (ذكر) مريض، غير سوي، مجرم، صالح ام طالح، ايا كان.
فنحن نشهد كل يوم المئات من القصص المأساوية لامهات مغلوبات على امرهن، وقد
أنقص القانون حقوقهن بتفريقه بين الجنسين بكل جهل وتعصب بالحقوق والواجبات.
ان هؤلاء الامهات الباكيات مع محامياتهن ومحاميهن يصرخن كل يوم احتجاجا على
بشاعة قانون الاحوال الشخصية الكويتي الجاهل والذي، وبكل استغراب، يظل يعتبر
الاب هو الولي الشرعي للابناء بعد الطلاق، وحتى بعد الحكم للام بالحضانة
المطلقة، لماذا؟ ولمصلحة من؟ اذا كان الاب كويتيا والام كويتية، فما الذي
يجعله احق بالولاية القانونية؟ لماذا يتمتع الاب بهذه السلطة دون الام؟
يتمتع الآباء بسلطة لا يستحقونها وهي من شأنها ان تعكر صفو حياة الام
واطفالها، كالسيطرة على الاوراق الرسمية، وما تتضمنه من اضافة، تعديل تغيير،
الغاء.. الخ، فيتفنن الاب الجاهل باذلال الام واطفالها عند حاجتها لاتمام اي
من العمليات القانونية البسيطة، والتي هي كأم لها الدور الاساسي فيها، حقيقة
الامر، لا اجد سببا منطقيا واحدا، غير ان من وضع هذا البند وصدق عليه هو رجل
ايضا وكونه ذكرا فقط، هو الذي جعله مشاركا في هذه الخطيئة، ان هذا الانقاص من
حق الام التي تنفست خلق الطفل واحسته في احشائها وحملته وعايشت لحظات نموه
بتفاصيلها (شيء لا يفقهه ولن يفقهه الرجل) دون ان يكون للاب نصيب بأي من
لحظات الالم والقلق والترقب المستمر حتى تأتي لحظة الولادة التي لن يستطيع
الرجل حتى ان يتخيل ما تحمل من احساس لجلب حياة جديدة وما يزامنها من آلام
وتقلبات وسعادة ودموع ودهشة وقدرة عجيبة وقوة وضعف وكبرياء وفخر، لماذا يقلق
الآباء من ان تكون الام هي الولي القانوني لابنائها؟ لماذا يزعزع رجولتهم ان
تمسك الام بزمام امور اطفالها؟ لماذا يحاربون ان تحظى الام بممارسة امومتها
كاملة دون تدخل من اي احد الا بموافقتها؟ لماذا لا يستغني الآباء الجشعون عن
فكرة استغلال ابنائهم لمصالحهم الشخصية وتصريف احقادهم؟
اذا كان الاب ومن وجهة نظر الام يستحق ان يوجد في حياة ابنائه، فلن تقف الام
الحنون بوجه هذه المشاركة، فلا توجد ام لا تريد لابنائها حياة اسرية كريمة
ومستقرة.
ارجو ممن لديهم القدرة على التفكير المنطقي البناء والحيادي البعيد عن
المصالح الشخصية، النظر في هذه القضية واعادة تفصيل قانون الاحوال الشخصية
على مقاس الام واطفالها فقط، وليس على مقاس الاب مهما كان.
*¹*¹*
ملحوظة: يوم القيامة ينادى كل باسمه واسم امه وليس باسم ابيه، وعلى سبيل
المثال 'محمد بن عائشة' و'نور بنت ليلى' وليس محمد بن جاسم' او 'نور
بنت فيصل'.
القبس
تعليقات