رابطة الادباء تنظم محاضرة عن أسباب تعثر التنوير العربي
منوعاتفبراير 11, 2014, 10:51 م 859 مشاهدات 0
نظمت رابطة الادباء الكويتيين ندوة الليلة عن أسباب تأخر التنوير العربي ألقاها المستشار الثقافي السابق لمعهد العالم العربي في باريس فاروق مردم بيه رأى خلالها مرد ذلك بشكل رئيسي الى استيراد العرب التقنية والعلوم من الغرب ورفضهم التنوير الذي ربطوه بفكرة الاستعمار.
وقال مردم بيه ان الشعوب العربية تخوض الآن نضالا داميا للوصول الى نوع من التوازن بين الحاجات المادية والفكرية والروحية وغيرها وبين نبذ الاستبداد وهنا تظهر اشكالية عن أسباب تقدم الغرب والعناصر الأساسية التي أدت الى ابتعاد جزء من العالم عن بقيته لجهة التقدم الفكري والنوعي والرقي عموما.
وعرف التنوير بأنه مجموعة أفكار لا يشترط أن تكون جديدة لكنها دخلت ضمن منظومة جديدة في القرن ال 18 حملها العديد من الكتاب والمثقفين والفلاسفة خصوصا في أوروبا لاسيما فرنسا وابان الثورة الفرنسية.
وأوضح أن للتنوير منطلقا واحدا لكن له مدارس متعددة بشأن النظرة الى الامور الحياتية المختلفة من سياسة واقتصاد وقيم روحية وغيرها 'الا أنها في المجمل تنطلق بفكرة أساسية هي حرية الفرد الفكرية حيال المؤسسات السياسية والمجتمعية والروحية والافكار المسبقة وتعتقد بأن لا سلطة تعلو على الحرية'.
وذكر ان هذه الفكرة التنويرية تستعدي تحرير المعرفة والعمل على بلوغها عن طريق العقل والتجربة وبالمحاكمة النقدية الدائمة وحرية التعبير عن الرأي شفهيا وكتابيا وأخيرا لا بد أن تنبثق تلك الحرية الفكرية من موقف جديد قائم على الاكتشاف والبحث وتطور العلوم والمجتمعات.
وبين مردم بيه أن تلك الحرية يجب ألا تكون مطلقة بل مقيدة بحقوق الآخرين مثل حقوق الانسان ككل دون تمييز بين الجنسين والحق في المساواة على الصعيدين العالمي والمحلي أو في الوطن الواحد أي المواطنة.
ولفت الى أن الدولة العثمانية في القرن ال 19 عاشت فترة اصلاحات عميقة وقفت على أساسيات عدة أهمها تثبيت مبادئ المساواة بين جميع رعايا السلطان مهما كان انتماؤهم الديني وذلك للدفاع عن الدولة من الاجتياح الغربي لكنها عادت وانكفأت عن ذلك خشية التدخل الغربي فيها.
ورأى أنه يمكن عبر هذا المثال فهم العلاقة بين الشعوب العربية والتنوير الغربي 'وما اذا كانت علاقة ندية أم استتباعا أو تبعية عبر الاستعمار حيث أصبح العرب منذ ذلك الحين يعتبرون الفكر والتنوير الغربي نوعا من الاستعمار ما دفع كثيرا من الاصلاحيين الى العودة للوراء بحجة مواجهة الاستعمار'.
وتناول مردم بيه عدة أحداث في القرن الماضي أدت ايضا الى تدهور التنوير عموما في الوطن العربي بعد نكسة 1967 'أهمها الانقلابات العسكرية في العراق وليبيا وسوريا التي جاءت بأنماط جديدة من الاستبداد وكانت تعتمد على العصبية وتدعي التقدمية والتغيير وايضا بزوغ حركات وجماعات دينية متطرفة'.
وبين ان الاستبداد والتطرف عدوان لدودان لكنها متكاملان 'لأن الاستبداد يعتبر نفسه آخر خط دفاع أمام الاستعمار والفكر المغاير كما يعتقد المتطرفون أيضا وبناء على ذلك لا يتركان مجالا للأفكار التقدمية والتنويرية في العالم العربي'.
تعليقات