منتدى دافوس ..بقلم عبدالمحسن يوسف جمال

قد يكون اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يعقد سنويا في مدينة دافوس بسويسرا، من اهم الاجتماعات العالمية بعد اجتماعات الامم المتحدة. وهذا المنتدى، الذي بدأ عام 1971، كان فكرة ابتدعها استاذ علم الاقتصاد كلاوس شواب، حيث اسسها كمنظمة غير حكومية لا تهدف الى الربح، وتتناول في اجتماعات سنوية اهم قضايا العالم الاقتصادية.

هذا المنتدى لقي نجاحا منقطع النظير، حيث وصل عدد الحضور الى ما يقارب 2500 شخصية اقتصادية وسياسية كل عام، من بينهم رؤساء دول ورؤساء وزارات ووزراء ورجال اعمال ورؤساء بنوك مركزية ومديرو مصانع.

وفي هذا العام وفي دورته الــ 44 كان المنتدى تحت عنوان «اعادة تشكيل ملامح العالم»، حيث حضره 48 رئيسا ورئيس وزراء وشخصيات اقتصادية وسياسية من مائة دولة.

عنوان هذا العام يبين لنا بوضوح ان الشعور العالمي ان العالم لن يظل على وضعه الحالي، بل سيكون هناك تغيير كبير، سواء على المستوى الاقتصادي او المستوى السياسي، ولعل وجود محاضرين من الصين، الذين بدأوا يشاركون بقوة في المنتدى بعد ان كانوا مستمعين فقط، دليل على ذلك، حيث التوجه العام لدى المحاضرين الغربيين هو حث الصين لتخفيف النمو الاقتصادي لديها وجعله معتدلا بدلا من سريع، في مفارقة غريبة لما يخططونه للنمو الاقتصادي الغربي.

وفي هذا العام كان حضور الرئيس الايراني لافتا للنظر، خاصة اجتماعه مع مديري الشركات النفطية، التي دعاها الى العمل في بلاده بعد رفع الحظر الاقتصادي عنها.

كل ذلك يدعونا كخليجيين الى الاهتمام بهذا المنتدى، فنحن في الكويت لدينا الكثير من الفرص الاقتصادية الممكن استثمارها محليا، بالتعاون مع عمالقة الاقتصاد العالمي، خاصة على المستوى النفطي او التخطيط لمعالجة مشكلة الاسكان وانشاء المدن الجديدة او الاستعانة بالمشاريع الطبية وغير ذلك من القضايا التي تعرقل خطوات التنمية عندنا.

المنتدى اصبح موقعا مهما للتفكير الدولي في اهم قضايا العالم واساليب علاجها، وعلينا ان نجاريهم في تفكيرهم وتخطيطهم وافكارهم.

اعلم ان العرب والخليجيين يحضرون المنتدى، ولكن اغلبهم يهتم بالجانب السياسي دون الاقتصادي، مع ان المطلوب الموازنة بين الاثنين.

عبدالمحسن يوسف جمال