محمد العوضي يكتب عن مرتزقة المقامات والأضرحة، برواية قصة مقام الأكراد الأيوبية بدمشق، ويعتبر ذلك تخلفا يرجع للعصر العثماني والصفوي والمغولي

زاوية الكتاب

كتب 761 مشاهدات 0





مرتزقة... المقامات والأضرحة!
هل سمعتم عن ولي الله الذي بعد أن مات وتمت مراسم الدفن خرجت احدى رجليه من القبر وظلت مرتفعة منذ النصف الأول من القرن السابع الهجري إلى القرن العشرين الميلادي!! لقد شاهدها الألوف وزارها الملايين من العالم الإسلامي ولقد اجتمعت يوم الجمعة بمن شاهدها بل ومن تبرك بها!
انه مقام الأكراد الأيوبية هكذا كتب على الشاهد الذي عند المقام ووضع تاريخ الوفاة  637 هـ. في منطقة ركن الدين بدمشق...  وقصة هذا الولي أن أمه تعرضت إلى اعتداء وهجوم من لص وكان هو جنيناً في بطن امه وقبل ان يوقع اللص المجرم الأذى بوالدته خرجت رجل الولي من بطنها وركلت اللص فقضت عليه ثم عادت اوتوماتيكياً من حيث خرجت!! هذه الرّجل - المباركة كما يزعمون - عندما توفي صاحبها خرجت من قبرها شاخصة عبرة للناس ودليلاً على كرامات الأولياء!
سألت الآغا رياض اليوسف - يتمتع بثقافة كردية وتاريخية واسعة - ما معنى كلمة (بامبوك) المكتوبة على ضريح الولي فقال معناها القطن فيكون هو ولي القطن!! فماذا يحصل عند الضريح أو المقام؟ الاستاذ محمد سكري أبو رجب يعمل بالتجارة الحرة قال مازلت أذكر عندما كنت طفلاً أصابني مرض في  كلتا عيني، وأحد الأيام زارت والدتي امرأة كبيرة في السن فأشفقت على حالي واستأذنت أمي بأن تذهب بي إلى مقام السادة الأكراد الأيوبية، لعل بركة الأولياء والذين في مقدمهم صاحب الرجل المرتفعة من  القبر تأتي بالشفاء... يقول أبو رجب أخذتني وعندما وصلنا المقام وكانت فتحة النظر إلى ساق الولي صغيرة ومن جهة رأسه فحملتني السيدة الفاضلة وقالت ادخل وخذ من القطن المحيط بساق الولي نتفة وهاتها، يقول زحفت وجئت بالقطن، ورجعنا المنزل ثم اخذت تغط القطن بالماء وتقطره بكلتا عيني فكانت النتيجة احمرار العينين وازدياد انتفاخهما وصار شكلي مرعباً وازداد المرض ولما راجعنا الطبيب اكتشف أن القطن الذي وضعوه حول ساق الولي مليء بالبكتيريا لأنه قطن غير صاف ووضع ببذوره... الخ.
والأعجب من ذلك - يقول أبو رجب وكل الضيوف الذين كنا بحضرتهم - اذا رأت امرأة مناماً مخيفاً فإنها تذهب وتذبح عند هذا المقام أو مقام محي الدين بن عربي لدفع الشر... بما في ذلك والدتي... كانت هذه ثقافة وعقيدة سائدة عند العوام. وأعجب من ذلك ان الأتراك عندما يؤدون فريضة الحج فإنهم يعتقدون ان حجهم يكون ناقصاً ان لم يشدوا الرحال إلى مقام الأكراد الأيوبية هكذا قال لي الدكتور صلاح كفتارو ثم عقب قائلاً: كم هو محزن أن ترى هؤلاء الحجاج بأعمارهم الكبيرة وحسن مقاصدهم وشدة تدينهم وما بذلوه من مال وجهد يقعون في مثل هذه البدع انهم في حاجة إلى شفقتنا عليهم ونصحنا الحاني لهم،  قلت للزميل جاسم حمادي الذي عرفني بقصة هذا المقام ضروري قبل ان اسافر تذهب بي إلى هذا المقام، لأرى خدعة الساق الخارجة من القبر فقال لقد ازالوها منذ سنين قليلة بعد ان ازداد العبث بعقول العباد ودينهم وشفط ما في جيوبهم من السدنة وتجار الزيارات البدعية. لقد كانت رجلاً من البلاستيك!!! قالوا كم كان صاحب الفكرة ذكياً في ترويج هذه الاسطورة وصناعة هذا الفيلم القبوري! قلت: وكم هي سذاجة الناس في تصديقهم للأوهام واستسلامهم للدجّالين.
ان العالم الإسلامي في العصر العثماني والصفوي والمغولي في الهند شهد ودول الإسلام في الصين من القرون الأخيرة تخلفاً، هذه بعض مظاهره وآثاره... ولكم ان تتخيلوا عقلية من يزين للناس مثل هذا السلوك الشائه للدين ويعزز مواقع التخريف ويدعو لاحيائها ويعتبر من ينتقدها ويدعو إلى انقاذ الدين والمسلمين من مهالكها متطرفاً او تكفيرياً!!
أعاذني الله وإياكم من عشق الجنون!


محمد العوضي

 

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك