عن قضية الأحواز العربية المنسية!.. تكتب سعاد المعجل
زاوية الكتابكتب فبراير 3, 2014, 11:58 م 1055 مشاهدات 0
القبس
قضية الأحواز المنسية!
سعاد فهد المعجل
• متى تسترجع الذاكرة العربية هذه القضية؟!
التقيته في بلاد غريبة.. شاب من «الأحواز» حدثني، وبالتفصيل عن قضيته، قضية «الأحواز» المنسية!
تسكن «الأحواز» قبائل عربية متنوعة، وعاصمتها هي «المحمرة».. لكنها اليوم أرض عربية محتلة، لا يثير مسألة احتلالها أحد، وذلك بفعل التحالفات السياسية في المنطقة!
يقول تاريخ الاحتلال الايراني للاحواز ان الجيش الايراني دخل مدينة المحمرة بتاريخ 1925 لاسقاطها واسقاط آخر حكامها العرب، وهو خزعل جابر الكعبي! والمثير في الامر هنا ان تغيير البنية السكانية والثقافية لهذه المنطقة العربية قد بقي بمعزل عن النقد او الحوار او حتى التطرق اعلاميا الى القضية الاحوازية! على الرغم من محاولات ايران، وحتى اليوم زيادة نسبة غير العرب في الاحواز وتغيير الأسماء العربية الاصلية للمدن والبلدات، بل حتى الأنهار.. فعلى سبيل المثال غُيِّر اسم «المحمرة» الى «خرم شاه»، وميناء خور عبدالله اصبح ميناء «بندر شاهبور»، بل حُرِّف اسم الاحواز ليصبح «الأهواز»، وفقا للابجدية الفارسية! بينما حُرِّم لباس الزي العربي، وجُرِّد الشعب الاحوازي من السلاح!
مشكلة «الاحواز» انها تقع ضمن تحالفات اقليمية حرجة ودقيقة.. فإثارة قضية احتلال «الاحواز» تعني معاداة ايران بشكل مباشر. وتلك مسألة بحاجة الى حسابات دقيقة، خاصة في المرحلة الحرجة، التي تعبر بها المنطقة اليوم بشكل عام. المشكلة الاخرى للاحواز انها غنية جدا بالنفط والغاز، وتمتاز ارضها بالخصوبة الزراعية، بالاضافة الى موقعها الاستراتيجي، مما يجعلها مغرية جدا، خاصة للمتصارعين على النفوذ والثروة في المنطقة!
المؤسف ان المقاومة الاحوازية هي الاخرى مغيّبة اعلاميا وبشكل كبير!.. فعلى الرغم من ان المقاومة داخل الاحواز قد اشتعلت بعد مرور ثلاثة اشهر فقط على احتلال الاحواز في 20 ابريل 1925 الا ان اخبارها لم تصل الى المواطن العربي بشكل منصف.. فهنالك 15 انتفاضة وثورة احوازية، وهنالك الجبهة الشعبية لتحرير الاحواز التي قامت بأكثر من مائة عملية عسكرية، وقدمت عشرات الشهداء، الا ان اتفاقية الجزائر التي وقعها شاه ايران مع صدام حسين واحمد حسن البكر، انعكست سلبا على النشاط الثوري الاحوازي، فأدت الى تجميده!
في العاشر من يناير عام 2013، عقد في القاهرة المؤتمر الاول لنصرة الشعب العربي في الاحواز.. فهل يشكل مثل هذا المؤتمر انطلاقة لوضع قضية الاحواز تحت المجهر الشعبي والاعلامي العربي؟! نأمل ذلك، لعل الذاكرة العربية تسترجع قضية الاحواز العربية المنسية!
تعليقات