(تحديث1) سوريا: 1900 قتيل خلال محادثات جنيف 2

عربي و دولي

كيري: لا عذر لدمشق في تأجيل تسليم أسلحتها الكيماوية

1186 مشاهدات 0

جون كيري


قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الجمعة إنه لا مبرر لدى سوريا لتأجيل التخلص من أسلحتها الكيماوية وأن عليها التحرك 'بسرعة كبيرة' للسماح بنقل هذه الأسلحة خارج البلاد.

وذكرت رويترز يوم الأربعاء أن سوريا سلمت أقل من خمسة بالمئة من ترسانتها الكيماوية ولن تفي بالمهلة المحددة بالأسبوع القادم لإرسال ما لديها من مواد سامة إلى الخارج لتدميرها.

وأنحت سوريا باللائمة في التأخير على عقبات أمنية وقالت إنه لا يمكن إنجاز المهمة بأمان ما لم تتسلم عربات مصفحة ومعدات اتصال.

وقال كيري في مؤتمر صحفي في برلين 'كل المؤشرات لدينا تقول إنه لا يوجد مبرر مشروع لعدم حدوث ذلك (نقل المواد الكيماوية) الآن.'

وأضاف 'نريد من النظام السوري الوفاء بالتزاماته ومن المهم نقل تلك الأسلحة الكيماوية بسرعة كبيرة جدا من نحو 12 موقعا إلى موقع واحد في (ميناء اللاذقية) لتجهيزها ونقلها خارج سوريا.'

وقال كيري إنه إذا أخفق الرئيس السوري بشار الأسد في الوفاء بالتزاماته فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سيجتمعون لدراسة الخيارات 'ونرى أن من الضروري في هذه اللحظة أن نمضي قدما.'

وكانت روسيا رفضت في وقت سابق اليوم الاتهامات الأمريكية بأن سوريا تتلكأ وقالت إن الوفاء بمهلة 30 يونيو حزيران للتخلص من الأسلحة لا تزال ممكنة.

ومن المتوقع أن يجري كيري محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف على هامش مؤتمر أمني في ميونيخ يعقد مطلع الأسبوع. وقال إن موسكو لعبت 'دورا حاسما في مساعدة السوريين على إدراك ضرورة الوفاء بالتزاماتهم.'

8:34:26 PM

سجل المشهد السوري تناقضاً في الأيام العشرة الاخيرة، بين مفاوضات وفدي النظام والمعارضة في جنيف للبحث عن حل سياسي للازمة، وأعمال عنف ميدانية حصدت أكثر من مئتي شخص يومياً.

وافتتح مؤتمر جنيف-2 في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني/يناير، بمشاركة نحو اربعين دولة ابرزها الولايات المتحدة وروسيا، ووسط اهتمام اعلامي كبير من كل العالم.

وانتقل وفدا النظام والمعارضة بعد يومين الى جنيف حيث شرعا في مفاوضات باشراف الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي، سعيا للتوصل الى حل للنزاع الدامي المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011.

إلاّ أن المفاوضات التي اختتمت اليوم، لم تحد من العنف الدامي الذي حصد خلال تسعة ايام، نحو 1900 شخص، في قصف جوي ومدفعي واشتباكات وحصار وتعذيب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع 'فرانس برس' إن عدد القتلى 'منذ فجر 22 كانون الثاني/يناير وحتى منتصف ليل أمس الخميس، بلغ 1870 شخصاً'، بينهم 498 مدنياً، بمعدل يومي بلغ 208 اشخاص.

وأوضح أن القتلى الآخرين هم 464 مقاتلاً معارضاً، و208 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، و454 عنصراً من القوات النظامية والميليشيات الموالية لها، وثلاثة عناصر من وحدات حماية الشعب الكردية.

وقضى هؤلاء في معارك في مختلف المناطق السورية، أكان في الاشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، أو الدولة الاسلامية وتشكيلات أخرى من المعارضة المسلحة، أو في معارك بين الجهاديين والاكراد في شمال شرق البلاد.

ورأى المرصد في بريد الكتروني ان هذه الارقام 'مخيفة'، وانه كان من المفترض 'ان تنعقد جلسات جنيف-2 مع وقف كافة العمليات العسكرية، وتوقف الاعتقالات بحق المواطنين في سورية'.

وطالب المجتمع الدولي 'بالعمل بشكل جاد وحقيقي لوقف القتل وانتهاكات حقوق الإنسان في سورية، قبل البدء بأي حل سياسي، لأنه من المعيب والمخجل على مجتمع يتشدق بأنه يحترم حقوق الإنسان، أن يستمر بالوقوف موقف المتفرج على مأساة الشعب السوري'، الذي يفقد 'المئات' من أفراده يومياً.

وتركزت أعمال العنف خلال الايام الماضية في مدينة حلب وريفها في شمال البلاد، وعلى اطراف العاصمة السورية والمناطق المحيطة بها.

ويقول الناشط ابو كنان من مدينة داريا جنوب غرب دمشق لـ'فرانس برس' عبر الانترنت، انه خلال المفاوضات 'استمر القصف والبراميل المتفجرة (التي تلقى من الطيران السوري) تساقطت كالشتاء على داريا'.

واضاف 'اليوم (الجمعة) سقط 12 برميلا على الاقل، وفي الامس قصفنا باكثر من عشرين'، معتبرا ان جنيف-2 'لم يحقق شيئا... لم يفتح ممرات انسانية ولا اوقف الدم والحرب، ولا حتى القصف'.

وتابع 'لم يعد لدي امل، لا من جنيف ولا من اي مؤتمر آخر'، سائلا 'أيعقل ان هذا نظام يفاوض؟ داريا تباد بمن فيها لكي تستسلم او تقبل بهدنة'.

وبقي مصير حمص القديمة، المحاصرة لاكثر من 600 يوم، على حاله ايضا، رغم انها شكلت مادة اساسية في مفاوضات جنيف. إلاّ أن النظام سمح بإدخال مساعدات انسانية ليومين متتاليين الى مخيم اليرموك للاجئين الفلطسينيين في جنوب دمشق، والمحاصر بدوره منذ اشهر.

ويقول يزن، الناشط في حمص القديمة، لـ'فرانس برس' إن النظام 'يقول إن الناس إرهابيون في حمص. حتى اطفال ونساء حمص المحاصرين هم ارهابيون' من وجهة نظر النظام، وبالتالي 'من المستحيل ان يدخل مساعدات لمن يراهم ارهابيين'.

ويشير الى انه 'في نفس الوقت يدخل مساعدات الى اليرموك ليقول انه ادخلها الى مناطق فيها مدنيون. اما المناطق +الارهابية+ فلن يسمح بدخول شيء اليها'.

وكان الابراهيمي أعلن السبت الماضي تعهد الوفد الحكومي بخروج النساء والاطفال منها، وامله في ادخال مساعدات انسانية لنحو ثلاثة آلاف شخص ما زالوا يقيمون فيها، ويعانون ظروفا انسانية خانقة. الا ان ايا من هذه الخطوات لم تجد سبيلها الى التنفيذ.

واوضح يزن أن 'أهل المنطقة المحاصرة في حمص يرفضون دخول المساعدات فقط من دون اي اتفاق على طرق وممرات آمنة لدخول الناس وخروجهم'.

وتابع ان السكان 'لا يريدون دخول مساعدات تكفيهم ليومين او اسبوع في احسن الاحوال، ليعودوا من بعدها ويعانوا الجوع. يريدون حلا نهائيا كاملا ينهي الحصار'.

وتعد حمص القديمة آخر معاقل المقاتلين المعارضين في ثالث كبرى مدن سورية، والتي تتعرض الى قصف شبه يومي من القوات النظامية.

ويرى مدير معهد بروكينغز الدوحة سلمان الشيخ ان 'المفاوضات لا تؤثر على مسار النزاع، ولا حتى على الوضع الانساني. التحدي الأكبر هو معرفة اذا سيكون للدبلوماسية اي تأثير على الوضع'.

واضاف 'الى الآن، لم يحصل ذلك، وفي حال اتباع المسار نفسه بين النظام والمعارضة (في الجولة المقبلة)، فلن يكون ثمة تأثير كذلك'.

واعلن الابراهيمي في ختام المفاوضات اليوم تحديد موعد مبدئي في العاشر من شباط/فبراير المقبل.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك