سوريا لم تقضِ على أسلحتها الكيماوية

عربي و دولي

سلمت أقل من 5% ، ومجازر البراميل تقتل العشرات بحلب

1087 مشاهدات 0

صورة لضحايا السلاح الكيماوي في سوريا

قالت مصادر مطلعة يوم الاربعاء إن سوريا تخلت عن أقل من 5 بالمئة من ترسانة اسلحتها الكيميائية ولن تفي بمهلة تنتهي الاسبوع القادم لارسال جميع العناصر السامة الى الخارج لتدميرها حسبما جاء في موقع رويترز.

وأضافت المصادر التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها أن الاسلحة الكيماوية التي سلمت في شحنتين هذا الشهر الي ميناء اللاذقية بشمال سوريا بلغ حجمها الاجمالي 4.1 بالمئة من حوالي 1300 طن من العناصر السامة أبلغت عنها دمشق الى منظمة حظر الاسلحة الكيماوية.

والعملية التي يساندها المجتمع الدولي وتشرف عليها بعثة مشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيماوية والامم المتحدة متأخرة 6 إلى 8 أسابيع عن الجدول الزمني المقرر. وأبلغت المصادر رويترز ان سوريا تحتاج الى ان تظهر انها مازالت جادة بشان التخلي عن اسلحتها الكيماوية.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الامريكية لرويترز ان المسألة ستناقش في اجتماع للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيماوية يوم الخميس في لاهاي.

واضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان الاجتماع سيركز على غياب التقدم وسيؤكد ان مواد الاسلحة الكيماوية التي أزيلت من سوريا لا تزيد عن 5 بالمئة.

والفشل في القضاء على اسلحة سوريا الكيماوية قد يعرضها لعقوبات رغم انها يتعين ان تلقى دعما من روسيا والصين العضوين الدائمين بمجلس الامن التابع للامم المتحدة واللتين ترفضان حتى الان مساندة مثل هذه الاجراءات ضد الرئيس بشار الاسد.

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في تقرير الى مجلس الامن هذا الاسبوع الى أن عملية نقل الاسلحة الكيماوية من سوريا متأخرة دون ضرورة وحث الحكومة السورية على تسريع العملية.

بدوره قال المبعوث الاممي العربي المعني بالشأن السوري الاخضر الابراهيمي مساء أمس ان الفجوة بين طرفي الازمة السورية لاتزال كبيرة.

واضاف الابراهيمي في مؤتمره الصحافي اليومي ان المفاوضات التي انطلقت يوم الجمعة لم تتمكن الى الآن من التوصل الى نتائج ترقى الى مستوى الازمة وتطلعات الشعب السوري.

وشدد على ضرورة الاخذ بعين الاعتبار ان الطرفين لم يجلسا على طاولة واحدة منذ اندلاع الازمة ولذا لا يمكن توقع ان يأتي حل سريع لأنه لا يملك عصا سحرية مشيرا الى المفاوضات بين الامم المتحدة والسلطات السورية للتوصل الى كسر الحصار المفروض على مدينة حمص والسماح بادخال المساعدات الطبية والانسانية الى المحاصرين.

واعلن الابراهيمي ان الجزء الاول من المفاوضات سيختتم مساء الجمعة على ان تتم الدعوة الى الجولة الثانية في غضون اسبوع.

من جهة أخرى بدأت أمس في جنيف جلسة مفاوضات جديدة بين وفدي النظام والمعارضة، لبحث موضوع الهيئة الانتقالية، وذلك بعد تأجيلها.

وفي مؤتمر صحافي عقده لؤي الصافي المتحدث الرسمي باسم الائتلاف السوري المعارض، صرح أن المباحثات بين الطرفين سجلت تقدماً أمس ، وسيتم بحث تفاصيل الهيئة الانتقالية خلال الأيام المقبلة، وأضاف أن المفاوضات عادت إلى إطار وبنود جنيف 1.

وبين الصافي أنه سيتم الاتفاق على شكل الهيئة الانتقالية وحجمها وصلتها بالمؤسسات الأخرى، ومهمتها إنهاء الاستبداد.

وفي حديث للمستشارة السياسية للرئيس السوري، بثينة شعبان، للصحافيين بعد انتهاء الجلسة المشتركة في قصر الأمم قالت: 'المحادثات كانت إيجابية اليوم، لأننا تحدثنا عن الإرهاب'.

وأضافت شعبان 'الفارق الوحيد بيننا وبينهم، وهو فارق كبير في الواقع، هو أننا نريد أن نناقش جنيف-1 فقرة فقرة، ابتداء من الفقرة الأولى، أما هم فيريدون أن يقفزوا إلى الفقرة التي تتحدث عن الحكومة الانتقالية، إنهم مهتمون بأن يكونوا في الحكومة فقط، لا بوقف هذه الحرب المروعة'.

وتابعت أن وفد النظام توجه إلى وفد المعارضة عبر الإبراهيمي بالقول 'قبل أن تناقشوا الحكومة الانتقالية، عليكم أن تناقشوا جنيف-1 استناداً إلى أولوياته، والأولوية في جنيف-1 هي وقف العنف والإرهاب لإيجاد المناخ الملائم لإطلاق عملية سياسية'.

ونقلت المستشارة عن الإبراهيمي قوله إن: 'جلسة اليوم ستتناول الإرهاب'.

واتهمت المعارضة وفد النظام بالتهرب من جنيف 1 سواء في بحث مسألة الحكومة الانتقالية أو إيصال المساعدات وفك الحصار والإفراج عن المعتقلين، وكان وفد النظام رفض بحث تلك المواضيع في الجلسة الصباحية، وحوّل الجلسة لبحث قضية الإرهاب بعد مطالبته بالتنديد بقرار أميركي لتزويد المعارضة بالسلاح نقلته وسائل إعلام.

ومن جانبه طالب المرصد السوري لحقوق الانسان أمس المنظمات الدولية كافة بالتحرك الفوري لفك الحصار عن المناطق السورية لاسيما مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وادخال المساعدات الغذائية والطبية.

وقال المرصد في بيان ان عدد الذين توفوا في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق بلغ 85 شخصا بينهم 25 امرأة وخمسة اطفال جراء سوء الاوضاع الصحية والمعيشية والنقص الحاد في الاغذية والادوية جراء الحصار المفروض على المخيم منذ نحو 200 يوم.

وجدد المرصد مطالبته السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل من اجل فك الحصار المفروض على مخيم اليرموك 'في ظل تفاقم الازمة الانسانية ودخول القليل من المساعدات الانسانية والطبية'.

كما جدد المرصد دعوته الى تحييد مخيم اليرموك وكافة المخيمات الفلسطينية في سوريا عن الاشتباكات الدائرة في البلاد.

ويعيش نحو 20 الف شخص ظروفا مأساوية في مخيم اليرموك في جنوب دمشق.

وكان عدد سكان المخيم من الفلسطينيين قبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد يقارب 150 الف شخص.

وعلى صعيد الوضع السوري الداخلي ، قتل أكثر من ستين شخصا في حلب وريفها بغارات شنها الطيران السوري بـالبراميل المتفجرة الأربعاء، في حين دارت معارك عنيفة بين مقاتلي المعارضة وعناصر الجيش النظامي في دمشق وحمص.

وقال مراسل الجزيرة في حلب إن القتلى سقطوا في قصف لسلاح الجو على أحياء في حلب وبلدات بريفها، موضحا أن أكثر من 15 شخصا قتلوا بالبراميل المتفجرة فقط في حي المعادي جنوبي حلب، وأن عائلات بأكملها ما تزال عالقة تحت الأنقاض.

وتزامنا مع مناشدة أهالي الحي فرق الدفاع المدني للتوجه إلى المنطقة وإخراج المفقودين من تحت الأنقاض، كثفت القوات النظامية قصفها على مدن وبلدات الباب والأتارب والبوحماد وحيان في ريف المحافظة، التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد قبل اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011.

وفي الأثناء، أفادت شبكة سوريا مباشر بوقوع اشتباكات 'عنيفة' بين الجيش الحر وقوات النظام في قرية تل بلاط في السفيرة بالريف الجنوبي للمحافظة، وكذلك على جبهتي النقارين وكرم الجبل في حلب.

وتشهد حلب معارك يومية منذ صيف عام 2012، ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على أحيائها.

وعلى صعيد مواز، قالت شبكة سوريا مباشر إن الطيران الحربي استهدف مدينة داريا في ريف دمشق الغربي بـ18 برميلا متفجرا مما أسفر عن سقوط ضحايا، في حين استهدفت بلدة خام الشيح بالقذائف المدفعية.

دمشق وحمص
وفي العاصمة دمشق، ذكرت شبكة شام الإخبارية أن الجيش السوري قصف حي القدم بالمدفعية الثقيلة وسط اشتباكات بين عناصر الجيش الحر وقوات الجيش النظامي أسفرت عن مقتل ثلاثة من عناصر الجيش الحر.

وفي غرب محافظة حمص، دارت معارك وصفت بالعنيفة في قرية الزارة والمناطق المحيطة بها، على مقربة من قلعة الحصن، بحسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتعرضت القرية الأربعاء لأربع غارات جوية، تزامنا مع تواصل الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي تحاول السيطرة على القرية بدعم من قوات الدفاع الوطني.

وكانت المعارك المتواصلة بين الطرفين قد أسفرت عن مقتل 26 شخصا من الطرفين يوم الثلاثاء، بحسب المرصد.

وقصف الطيران الحربي والمروحي مناطق عدة في البلاد، مستخدما البراميل المتفجرة التي تلقى من الطائرات من دون نظام توجيه.

وفي حماة، قتل أربعة أشخاص بينهم طفل في قصف على قرية عيشة في الريف الشرقي للمحافظة، بحسب المرصد.

وبالمقابل، دمر الثوار دبابة وقتلوا طاقمها أثناء اشتباكات في منطقة الزوار شمال محافظة حماة، حسب ما ذكرت شبكة مسار برس. كما دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في الوبيدة والناصرية بحماة، مما أجبر أربع دبابات تابعة للنظام على الانسحاب من المنطقة، بحسب ما قاله مركز حماة الإعلامي.

تنظيم الدولة والفصائل
في غضون ذلك، ارتفعت حصيلة المعارك المتواصلة منذ مطلع الشهر الجاري بين عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وتشكيلات أخرى من المعارضة السورية إلى قرابة 1600 قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأعلن المرصد أن حصيلة المعارك المتواصلة منذ الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري أسفرت عن سقوط 878 مقاتلا من فصائل المعارضة، و459 عنصرا من تنظيم الدولة، إضافة إلى 208 مدنيين و20 جثة مجهولة.

وتتهم فصائل المعارضة تنظيم الدولة بعمليات خطف وقتل واعتقالات عشوائية واستهداف المقاتلين والناشطين الإعلاميين.

والأسبوع الماضي دعا زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في رسالة صوتية نشرت على الإنترنت الخميس إلى وقف القتال بين 'أخوة الجهاد والإسلام' في سوريا على حد قوله.

الآن : وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك