دول الخليج لا تملك رؤية مشتركة لمكافحة الإرهاب.. برأي شملان العيسى

زاوية الكتاب

كتب 1171 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  الخليج ومكافحة الإرهاب

د. شملان يوسف العيسى

 

دعت وزارة الخارجية الأمريكية قادة المنطقة إلى اتخاذ التدابير الفعالة لمنع تمويل وتجنيد عناصر في هذه المجموعات ومن بينها الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وجبهة النصرة وإيقاف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية حيث يقوم الكثير منهم لاحقاً بتنفيذ تفجيرات انتحارية ضد مدنيين أبرياء في العراق.
التحذيرات الغربية تصب في النهاية بمصلحة دول الخليج العربية وان جاءت متأخرة لعدة سنوات هذه الدعوة تعزز موقف شعوب المنطقة وخصوصاً التيارات والقوى المعتدلة والوسطية سواء كانت قومية أو وطنية أو يسارية وليبرالية.. لأن هذه القوى وكل المعتدلين من الأغلبية الصامتة في الخليج كانت تطالب وتلح على دول الخليج بألا تسمح لظاهرة زج الدين في السياسة أو ظاهرة الإسلام السياسي في الخليج.
السؤال هل تستطيع دول الخليج اتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة لردع ومنع تدفق الجهاديين الخليجيين من الالتحاق بالعمل الجهادي في كل ارجاء المعمورة سواء في أفغانستان والشيشان وكشمير وبعدها البوسنة والهرسك والآن الجهاد في كل من العراق وسورية واليمن وغيرها.
الإجابة على هذا التساؤل ليست سهلة لأن دول الخليج لا تملك رؤية مشتركة لمكافحة الإرهاب ومنعه من الانتشار في الدول المجاورة نحن في الخليج لا نملك رؤية مشتركة لكيفية التعامل مع ظاهرة الإسلام السياسي رغم حقيقة أن دول الخليج متفقة على مطاردة ومكافحة الإرهاب الديني في بلدانها لأنه يهدد أمن واستقرار هذه الدول.
لكن الحقيقة المرة هي أن دول الخليج غير قادرة على منع شبابها الجهادي من الانخراط في العمليات الجهادية في الخارج.. لأن من ينظم ويدعم الشباب الخليجي للعمل الجهادي هي تنظيمات إسلامية منظمة مثل الاخوان المسلمين والحركة السلفية وغيرهم.
السؤال كيف تعمل هذه المنظمات والأحزاب الإسلامية بمعزل عن الدولة؟
الجواب هو أن هذه الدول تريد التحالف والعمل مع الأحزاب الدينية في الساحة المحلية للحد من نفوذ القوى القومية العربية أو اليسار العربي والقوى الليبرالية.. بعض دول الخليج تدعم الاخوان المسلمين لاعتبارات كثيرة داخلية وخارجية مثل قطر والبحرين والكويت.. أما الدول التي لديها مواقف واضحة ضد الإخوان المسلمين فهي دولة الإمارات والسعودية، أما سلطنة عمان فهي لا تسمح لعمل الأحزاب الدينية أو غيرها… المشكلة أن السعودية التي لديها موقف واضح ضد الإخوان والعمل الجهادي ابتليت بتنظيمات إسلامية متطرفة ومواطنين يدعمون العمل الجهادي بتزويدهم بالمال والرجال.
العمل الجهادي الخليجي لا يقتصر على التنظيمات الإسلامية السنية بل انخرط الشباب الخليجي الشيعي في العمل الجهادي في سورية مع حزب الله اللبناني.. مما يعني وبكل أسف بأن هنالك شبابا خليجيا سنيا يحارب اخوته من بلده في سورية مع التنظيمات الجهادية الشيعية مثل حزب الله.
وكالة يو بي آي نشرت خبراً تقول فيه إن التيار السلفي الجهادي في الأردن كشف عن احصائية عدد المقاتلين العرب الذين ينضوون تحت التنظيمات التابعة للقاعدة والذين قتلوا في سورية منذ بدء الأحداث بلغ 9936 عنصرا بينهم 70 كويتياً.. لا نعرف بالتحديد عدد الجهاديين السعوديين الذين قتلوا في سورية.. بعض الصحف الكويتية ذكرت بأن اعدادهم بالمئات.
على دول الخليج العربية أن تعي بأن مكافحة الارهاب ليست قضية أمنية فقط بل هي قضية ثقافية تتطلب بتشجيع ثقافة الاعتدال وتغير مناهج التعليم واستبدال ائمة المساجد برجال دين غير مسيسين وهذه مهمة صعبة.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك