افتحوا الحدود الخليجية!
زاوية الكتابكتب يناير 27, 2014, 8:06 ص 4736 مشاهدات 0
مطبة مرورية، فأخرى يتلوها ثالثة، 'السلام عليكم'، لا جواب، لعل السبب هو السيجارة التي بفمه، يعطيه بطاقة الهوية الذكية، 'أول مرة تدخل بالبطاقة؟'، يتردد: 'هاه؟ نعم'، يستخرج الموظف ورقة كتب عليها اسم منفذ الجوازات، ويختمها. 'شكرا' لم يتوقع إجابة.
واطلع المجلس على تقرير عن مشروع إصدار البطاقة الذكية والمراحل التي وصل إليها المشروع في كل دولة من دول المجلس . ووجه باستخدامها لأغراض التنقل بين دول المجلس ووجه اللجان الوزارية المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ ذلك. (من بيان القمة الخليجية الختامي عام 2006).
مطبة جديدة، تتلوها واحدة، مطبتان فقط، الجمارك، 'صبّحك الله بالخير'، يرد: 'صبحك الله بالنور والسرور'، يقول في نفسه: 'أصابعك ما هي متساوية'، 'السيارة أول مرة تدخل البلد؟' يجيب بلا تردد: 'نعم طال عمرك'، يضرب على جهاز الكمبيوتر ويعطيه ورقة مطبوعة، يتوقف عند بوابة الخروج، قرر عدم السلام هذه المرة، ناوله الورقة التي ختم عليها موظف الجوازات، آلية تلقائية صامتة. 'يا ربي شنو راح يسوي بالأوراق اللي يجمعها من كل هالسيارات؟'
بعد دقائق، يهديء السرعة عند منفذ المدخل الحدودي للبلد الذي هو ذاهب إليه، مطبة وثانية وثالثة، الجوازات، ورقة مختومة، يتوقف بعدها عند موظف يتأكد من ختم الجواز، الجمارك؟ أي جمارك؟ سأل نفسه بصمت، ماذا عن السوق الخليجية المشتركة؟ يعطيه ورقة كتبت عليها مواصفات السيارة، يشير له إلى حيث مفتش الجمارك، ينزل من السيارة، يسلم الورقة لموظف الجمارك، نظر الموظف في وجهه ثم أطل برأسه داخل السيارة، ختم الورقة بلا تردد. يتقدم بسيارته فلابد من تأمينها، وماذا عن مقررات القمة الخليجية السادسة والعشرين التي نصت على ' تبني دول المجلس سياسة تجارية داخلية موحدة تسهل انسياب تنقل المواطنين والسلع والخدمات ووسائط النقل وتأخذ في الاعتبار المحافظة على البيئة وحماية المستهلك'.
تأفف بصمت: 'من سيحميني من جشع شركات التأمين التي لا تحلل ولا تحرم؟، 'كم طال عمرك؟' سأل الموظف بتودد، وأعطاه ما قيمته عشرين دولارا. ''السماح لمواطني دول المجلس بممارسة الأنشطة الاقتصادية التالية في جميع دول المجلس : خدمات التأمين ، والتعقيب لدى الدوائر الحكومية، والنقل” (فقرة من البيان الختامي للقمة الخليجية السابعة والعشرين).
يسلمه ورقة بيضاء مختومة ويتمتم في نفسه: الله يستر، والله لو صار حادث لا تعويض ولا تصليح سيارة ولا يحزنون'، يعطيه موظف شركة التأمين باقي الفلوس بعملة البلد: 'ما عندي خرده'، 'ماكو مشكلة طال عمرك، كلها فلوس خليجية، ويمكن يجي اليوم اللي تصير فيه العملة واحدة' علق بنبرة لاذعة.
بقيت بوابة الخروج، أعطاه الورقة التي ختمت من قبل الجوازات وورقة الجمارك، ضغط على بنزين السيارة كمن يطارده الموت، عدّ عدد الوقفات التي وقفها كمواطن خليجي بين حدود دولتين خليجيتين عضوين بمجلس التعاون الخليجي، وتنشدان الاتحاد الخليجي، تأكد بنفسه من أن نفس الإجراء يتم على الحدود بين كافة دول المجلس. سبع وقفات بين الحدود في زمن الكاميرات المبرمجة والبطاقات الذكية!! ترى! كم وقفة يحتاجها المواطن الخليجي لو لم تكن البطاقة ذكية؟ ماذا لو كانت البطاقة غبية؟
يقص قصته على الحدود على أصدقائه: تصدقون؟ سبع وقفات وساعة ونص بين بلدين شقيقين على الحدود؟' ضحك الحضور بتهكم: احمد ربك اللي ما طلع الكمبيوتر عطلان، شنو ساعة ونص؟'، وقال ثان: يا ابن الحلال هذاك اليوم وصلنا الحدود بين .... وبين..... وكان تغيير الزامات، والله لا يوريك، وبدأ كل يقص له قصة تعطله وتأخيره على الحدود بين الدول الخليجية في زمن البطاقات الذكية وتبادل كافة المعلومات بين وزارات الداخلية والتوقيع على الاتفاقية الأمنية الخليجية!!
صرخ بأعلى صوته: افتحوا الحدود الخليجية...
(نقلا عن الشرق القطرية والمدى العراقية)
تعليقات