محمد حيات يكتب عن ظاهرة الجمبازية و'ديبلوماسية الدينار'
زاوية الكتابكتب يناير 25, 2014, 1:06 ص 898 مشاهدات 0
الراي
سوالف / الجمبازية والمنح المليارية
محمد جوهر حيات
أجزم أن ما يحدث في هذا الوطن الصغير أمر أشبه بالخيال وأحلام اليقظة، تناقضات سياسية وبهلوان سياسي وفوضى لم تسبقها فوضى، تبادل أدوار وشقلبات مصلحية وتردٍ ما بعدهُ ترد دون خجل أو حياء يُذكر على نهج إذا أُبتليتم فجاهروا!
وعلى سبيل المثال بروز ظاهرة (التجمبز السياسي)، ويوماً بعد الآخر يكشف (الجمبازية) عن قُبح نفسهم بنفسهم دون سابق إنذار أو تدرج مقبول لدى الجماهير فهؤلاء (جمبازية) العمل السياسي يعشقون عنصر المفاجأة والسرعة الجنونية في عرض مفاجآتهم و(جمبزتهم) لصدم الجماهير المنذهلة من الحركات الجمبازية والبهلوانية المشوقة التي تصدر من قبل أفراد مرنين إلى حد اللا منطق واللا مبدأ! ولكن يا ترى من هم الجمبازية؟! وماذا صنعوا؟ وماذا سيصنعون؟!
• الجمبازية: ما هُم إلا (ذخائر) في مدافع الحكومة وبعد انتهاء صلاحيتهم يتم رميهم بالحاوية، فيصبحون على فعلتهم نادمين!
• الجمبازية: يتسامحون مع فساد الحكومة عندما يكونون مرتمين في أحضانها وعندما تتخلى عنهم الحكومة يُصبحون حماة المال العام!
• الجمبازية: خونوا المعارضين لحكومة سمو الشيخ ناصر المحمد ووصفوهم بأبشع الأوصاف وشككوا بوطنيتهم لمجرد مطالبتهم برحيل واستقالة الحكومة عبر حراك شعبي موسع، وبعد أن تخلت عنهم الحكومة، أصبحوا معارضة رشيدة!
• الجمبازية: من طلبوا أن يتحقق الأمن بالهيبة عبر هروات القوات الخاصة ومنع حق التظاهر السلمي الحضاري للمواطنين واخوتنا البدون واليوم ينادون بحرية الرأي!
• الجمبازية: في عهد حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد صدروا كذبة (من يعارض سياسة رئيس الوزراء هو معارض للنظام) الذي أجمع عليه أبناء هذا الوطن عبر عقدهم الاجتماعي دستور 62 والآن يطالبون برحيل سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء الحالي في الليل والنهار!
• الجمبازية: هم من صوروا كل معارض بأنه يُطبق أجندات خارجية لزعزعة الأمن وبأن الكويت لا تستأهل من نوابها كل هذا الكم من الرقابة والاستجوابات! وهم من صوروا أيضاً بأن كل استجوابات المعارضة شخصانية لسمو الشيخ ناصر وحكومته واليوم هم من يدعمون الاستجوابات المقدمة للحكومة ويتوعدون بها!
• الجمبازية: يتحدثون اليوم عن ضرورة التنمية ونقد سياسة بيع الأوهام من قبل الحكومة ونهج التنفيع الذي تتخذهُ وسياسة المحاصصة التي تسير عليها في تشكيلها مُتناسين بأنهم من تم توزيرهم سابقاً على هذا الأساس وهم في السابق أهم الشركاء لهذه الحكومات وخزعبلاتها وفسادها التي تعجز البعارين عن حمله!
يا سبحان الله (الجمبازية) الآن وفجأة اكتشفوا الفساد المعشعش في مؤسسات الدولة! يا ترى لو لم يتم بيعهم بهذا الرخص هل سيكتشفون ذلك الفساد أم سيظلون مدافعين عن اخفاق الحكومات المستمر والمتجدد؟!
أما الظاهرة الأخرى وهي المنح والمساعدات المليارية التي تقدمها حكومتنا، بلا شك لسنا ضد مساعدة المحتاج ولسنا ضد المساعدات الانسانية العقلانية خصوصاً للشعوب المنكوبة كشعب سورية الجريح، ولكن بقية المساعدات التي تذهب يميناً وشمالاً لدول عدة دون وجه حق وهي فقط لتثبيت حكم العسكر و(الفرد) لسنا من مؤيديها، فلا بد من تقديم المنح المليارية في الداخل للبنية التحتية والخدمات الصحية والبيئة التعليمية والمنشآت الرياضية والثقافية والأدبية وتنمية العناصر البشرية والشبابية بالتحديد عبر خطوات عملية قائمة على الوضوح والشفافية لتحقيق نهضة فعلية لمواطن ووطن تعطش لكل قطرة عطاء وانجاز، نعم للكويت دور ريادي في المساعدات على مر التاريخ عبر سياسة (ديبلوماسية الدينار) ولكن على مر التاريخ كنا وطناً نهضوياً تنموياً وتقدماً في المجالات العملية كافة بالمنطقة، عمرنا وطننا ومنحنا الآخرين هذا العمران ولكن من الغريب أن نُعمر أوطان الآخرين ونغفل عن دورنا الأولي وهو عمران هذا الوطن الذي يسعى لعلاج جراح الآخرين ويعجز عن علاج جرحه!
تعليقات