الإقصاء والتخوين لا يخرج إلا من عقول مشوشة.. هكذا يعتقد خالد الجنفاوي
زاوية الكتابكتب يناير 24, 2014, 1:03 ص 937 مشاهدات 0
السياسة
حوارات / لغة التخوين تدعو الآيادي الخبيثة
د. خالد عايد الجنفاوي
أعتقد أن استعمال لغة الاقصاء والتخوين والتشكيك في الولاء الوطني بين بعض أبناء الوطن الواحد تعتبر بشكل أو آخر دعوة مجانية لكل يد خبيثة للعبث في الوحدة الوطنية, فعندما يبدأ بعض أبناء الوطن الذين يشتركون في التجارب الانسانية نفسها ويتوافقون على ثوابت وطنية مشتركة يفسحون المجال من دون قصد لكل قلب مريض أن يتدخل وينشر بينهم التباغض والكراهية, يضعفون وحدتهم الوطنية بألسنتهم وبأيديهم, فعندما يشاهد, ويسمع اصحاب القلوب المريضة وأعداء الأمة, ومن يضمرون الشر للوطن ولأبنائه احتدام الخلاف بين أبناء الوطن فسيفرحون كثيراً! فكيف لا يفرح كل قلب مريض عندما تأتيه دعوة مجانية للتدخل في شؤون الناس الآخرين, وهم أنفسهم من يحضونه على التدخل في شؤونهم! فعندما يتقاذف بعض أبناء الوطن الواحد فيما بينهم الشتائم والتهم المعلبة, ويستعملون ضد بعضهم لغة التخوين, والاقصاء, والتشكيك, فالأشرار سيفرحون بذلك, والاصدقاء والأحبة وأبناء الوطن الحكماء والعقلاء سيحزنهم هذا اللغو والمغالاة في الاختلاف.
لغة الاقصاء والتخوين لا تخرج سوى من عقول مشوشة لم تربط أهدافها الشخصية بما يمكنها أن تحققه في وطنها, وتخرج لغة الاقصاء كذلك من عقول, وقلوب, وألسن, بطرت بنعم الأمن والأمان, والرغد المعيشي, فكيف بمن تفضل الله عليه بنعم الأمن والطمأنينة والوحدة الوطنية والتآلف والتراحم بين اعضاء المجتمع أن يكفر بمثل هذه النعم? وكيف بمن يدرك عواقب تداول القيل والقال والشائعات المغرضة, وتشويه الوقائع المحلية, وشرور فتن اللسان, ألا يمسك لسانه عن قول الباطل ضد أبن وطنه الآخر?
وكيف بالإنسان الرزين والمؤمن الذي يحب وطنه أن تغريه كل شاردة حديث غث وكل زلة لسان, وكل تعصب, وكل نوازع متقلبة, أن يكفر بنعم الوحدة الوطنية? المواطن الحق هو من يسعى دائماً الى التسامح مع أبناء وطنه, ويبتعد بنفسه عن استعمال لغة التخوين, والتشكيك, والاقصاء ضدهم, والمواطن الحق يدرك تماماً أنه يتشارك في المصير الوطني نفسه مع أبناء وطنه الآخرين بمختلف فئاتهم, وتوجهاتهم الفكرية, فماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم واحد, وتراثهم الأخلاقي والثقافي مشترك, ويتوافقون على أغلب تطلعاتهم وأولوياتهم الوطنية.
العقلاء والمواطنون المخلصون فعلاً لأوطانهم لا يغريهم اختلاف الآراء في بيئتهم المحلية للتنازع والتباغض فيما بينهم, فالإنسان الوطني قولاً وفعلاً هو من يحافظ آخر الأمر على وحدة مجتمعه ووطنه. 'بوركت يا وطني الكويت لنا سكنا وعشت على المدى وطنا'.
تعليقات