تحالف السلطة والتجار كما يراه سالم الشطي هو الأقوى اليوم
زاوية الكتابكتب يناير 23, 2014, 12:50 ص 636 مشاهدات 0
الراي
فيض الخاطر / تحالف الحكومة والغرفة.. أكون أو لا أكون
سالم الشطي
«إذا كان ما تفعله حالياً لا يقربك من بلوغ أهدافك.. فهو يبعدك عنها حتماً» - براين تريسي.
*
من خلال المقالات السابقة بيّنا وزراء السلف ووزراء التحالف الوطني في الحكومة الجديدة، ويبقى من وزراء الأسرة الحاكمة ببعض فروعها، ووزراء غرفة التجارة، وهذا لا يعني أن ما سبق ذكرهم من الوزراء لم يكونوا من مرشحي الغرفة في الوقت نفسه! ولكن لكل حسبته، ومن الوزراء من اتفقت عليه تيارات مختلفة مثل «المشنص».
وإذا كانت الحكومة متحالفة مع تيار التحالف الوطني، فهذا يرجع لصداقة وعلاقة شخصية قديمة أكثر منها قناعة وقوة، ولكن التحالف الأقوى اليوم هو القديم الجديد بين السلطة والتجار بشكل عام، فهي تملك اليوم قوة السلطة وقوة الاقتصاد والمال، في ظل برلمان يكاد يخلو من المعارضة القوية كالسابق، وهذا يفترض أن يكون مدعاة للإنجاز والتنمية، لا التنافس في من يحصل على النصيب الأكبر من كيكة الكويت بمشاريعها ومناقصاتها وثرواتها.
وإن كنت أكدت وأؤكد أن الحكومة الحالية تعد أفضل حكومة مرت على الشيخ جابر المبارك منذ توليه رئاسة الوزراء، وليست على الإطلاق، فإن الأنظار اليوم متجهة إليها بأعناق مشرئبة تنظر ماذا ستقدم للبلد من إنجاز وهل ستكون على قدر التحدي التي تواجهه أم أنها ستفشل.
فإدارة البلد -واقعياً- وسط التشكيل الحكومي الحالي مشتركة ما بين سلطة وغرفة، ودور السلطة يكمن في الالتفات لمطالب الشعب - كل الشعب - والسعي للتنمية الفعلية، فالمواطن ملّ العبث الموجود في مقدرات الدولة، والمجاملات على حساب الوطن!
بينما دور الغرفة في ظل هذه الفرصة التاريخية -التي يملكون من خلالها مجلساً وحكومة- يكمن في المساهمة في توفير مقومات النهوض بالتنمية، والحد من السعي للهيمنة على جميع المناقصات، وكأنهم يوجهون رسالة مفادها: إن لم ننمي ثرواتنا الآن فلن تنموا مستقبلاً!! فتجار الكويت كان لهم على مر التاريخ دور مشهود، وعليهم اليوم العودة إلى هذا الدور، لا أن يحملوا اسمه فقط.. وليكن شعار المرحلة لدى حكومة السلطة الغرفة: أكون أو لا أكون... فالجميع ينتظر ويراقب.
*
لقاء «الراي» مع الوزير علي العمير كانت موفقاً وكشف كثير من الأمور، ولكن لفت انتباهي إجابته عن سؤال المذيع عما إذا كان التجمع السلفي فرض توزيره، فكان الإجابة أنه « لم تجر العادة ان يستشار التجمع السلفي في الحقيبة الوزارية وان يختار الحقيبة»، وهذا في ما أعلمه منافٍ للواقع، بل إن الوزير المعوشرجي لم يقبل الوزارة إلا بعد أن استشار إخوانه، إلا أن العمير لم يستشر أحداً، وأكبر دليل هو كلام السيد أحمد باقر في ديوانية الفصام، الذي دلّ بوضوح على أنه لم يكن يعلم مسبقاً بتوزير العمير، بل إنه غير راضٍ عنها. ويظهر أن تجمعه كان يرغب بوزارة الأوقاف إلا أن العمير طلب النفط فأخذها، وترشيحه كان تزكية من رئيس سابق لمجلس الأمة!
والأدهى من ذلك قول العمير «دخولي الوزارة كان بناء على طلب علي العمير ان يدخل الوزارة وليس بناء على طلب التجمع»، بعكس ما قاله هو نفسه أمام الصحافيين في مجلس الأمة من أنه لم يُرَشّح للوزارة ولم يطرح نفسه لها! في نفس اليوم الذي كتبت «الراي» اسمه ضمن المرشحين للوزارة، وصبيحة قسم الحكومة الجديدة أمام سمو الأمير! يجب البدء بصفحة جديدة وأسلوب جديد، مع إدراك تام لخطورة المرحلة التي تعيشها يا أبا عاصم أنت والحكومة بشكل عام.
*
برودكاست:
قال ابن القيم رحمه الله: الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده.. ثناءً واعترافاً، وعلى قلبه شهوداً ومحبةً، وعلى جوارحه انقياداً وطاعةً».
تعليقات