الزيد يكتب عن فضيحة 'البيتومين'
زاوية الكتابطالب الداخلية بالتحقيق بتهريبه إلى العراق منذ 10 سنوات
كتب يناير 22, 2014, 11:58 م 4147 مشاهدات 0
أثناء فضيحة ' الحصى الطائر ' التي ظهرت في طرقنا وشوارعنا الرئيسية في أعقاب هطول كميات متوسطة من الأمطار وتسببت في تكسير الزجاج الأمامي للعديد من سيارات مرتادي تلك الطرق ، كثر الحديث عن مادة ' البيتومين ' وأن عدم جودة هذه المادة التي تنتجها شركة البترول الوطنية هي السبب في حدوث ظاهرة ' الحصى الطائر ' !
وبداية نود ان نتعرف على ماهية مادة ' البيتومين ' ، وهنا أقدم لك عزيزي القارئ تعريفها كما هو موجود في موسوعة ' ويكيبيديا ' الانترنتية :
' الأسفلت أو البيتومين أو الحُمًّر (بالإنجليزية: Asphalt أو bitumen) عبارة عن مادة بترولية لها لزوجة عالية وذات لون أسود، يستخرج من خلال عملية تقطير النفط الخام تحت الضغط ودرجات حرارة عالية تصل إلى 300 درجة مئوية. وله أنواع عديدة تختلف فيما بينها بنسبة السيولة والتركيز وكذلك باختلاف درجة حرارة انصهارها والتجمد.
تستخدم كمادة لاصقة بين جزيئات حجارة البناء الصغيرة (بالإنجليزية: aggregate) لتصبح معها وسيلة جيدة وفعالة لرصف الشوارع وأرض المطارات، ويستخدم لطلاء أسطح المنازل لمنع تسرب المياه ' ( انتهى الاقتباس ) .
من هذا التعريف لمادة البيتومين يتضح انها هي ذاتها مادة الاسفلت التي تخلط بالحصى ليكوّنا معاً الطبقة العليا للطرق بشكلها النهائي ، ومن الواضح أيضاً أن ماتسبب بحدوث ظاهرة ' الحصى الطائر ' هو إما الاقلال من وضع مادة ' البيتومين ' في الخلط مع الحصى ، لأنه كلما زاد وجود ' البيتومين ' في الخلطة فإن ذلك يجعل الخلطة متماسكة أكثر لأنها ذات لزوجة عالية ، أو ان السبب يعود لعدم تصنيع مادة ' البيتومين ' بالجودة المطلوبة والمطابقة للمواصفات القياسية كما كانت بالسابق .
فحينما حدثت ظاهرة ' الحصى الطائر ' ذكرت بعض الصحف وفقاً لمصادر قريبة من بعض المقاولين أن شركة البترول الوطنية لم تعد توفر ' البيتومين ' بالجودة المطلوبة كما كانت تفعل قبل سنوات ، وقامت شركة البترول الوطنية بنفي هذا الأمر ( عبر كونا ) وقالت انها لازالت تنتج ' البيتومين ' وفق المواصفات القياسية العالمية ، أي أن جودة المنتج لم تتغير وفق تأكيد البترول الوطنية .
أنا شخصياً لاأقول أن شركة البترول الوطنية قامت بتقليل جودة مادة ' البيتومين ' ، ولاأعتقد بذلك ، لكن وردت إلي معلومات شبه مؤكدة أنه منذ سقوط نظام طاغية بغداد في العام 2003 ازداد الطلب من العراق على مادة ' البيتومين ' كما هو حال ازدياد الطلب على ' الديزل ' ، وان عمليات التهريب إلى العراق قد طال هاتان المادتان معاً ' الديزل ' و 'البيتومين '، وانه لسبب ما لم يتم تسليط الضوء على تهريب ' البيتومين ' مع تهريب ' الديزل ' ( طبعاً هذا لايقلل من جريمة تهريب الديزل أبداً ) ! وان نقص ' البيتومين ' في السوق المحلية أدى إلى قيام معظم مقاولي الطرق بتقليل ' البيتومين ' بالخلط مع الحصى فأدى إلى تطايره سريعاً بمجرد هطول كميات متوسطة من الأمطار ! طبعاً هذا الأمر لايبرر لمقاولي طرق ' الحصى الطائر ' فعلتهم هذه ولايبرؤهم من هذا الجرم وكذلك الأمر ينطبق على وزارة الأشغال ومهندسوها المشرفين على تلك الطرق .
القضية الآن بيد وزارة الداخلية والادارة العامة للجمارك وكذلك بيد الرأي العام الكويتي : هل ' البيتومين ' كان ولايزال يتم تهريبه للعراق ؟ ولماذا تمت التغطية على هذا التهريب طيلة نحو عشر سنوات ؟ ولمصلحة من ؟
تعليقات