الحركات الإسلامية تكفر بالثورات الوطنية
زاوية الكتابكتب يناير 22, 2014, 10 م 1603 مشاهدات 0
قبل ثلاث سنوات بدأت الاحتجاجات السورية و تحديداً في عام 2011 و هي ثورة من سلسلة ثورات مجيدة سمّيت ( بـ الربيع العربي ) بدأها بو عزيزي في تونس و أسقط النظام برئاسة ( زين العابدين بن علي ) و توالت السقطات النظامية في اليمن ( علي عبدالله صالح ) و ليبيا ( معمر القذافي ) و مصر ( حسني مبارك ) ، لكن لماذا الثورة السورية لم تنتهي الى الآن !؟ و لماذا كل هذا الاستقتال النظامي الإجرامي !؟ هل لا يزال يعتقد بشار الأسد بعد كل هذه المعارك و عدد القتلى أنه سيستمر !؟ أيعتقد أنه على حق !؟ أسئلة كثيرة طرحها قلمي قبل عقلي لعلّه يلاقي لها جواباً شافياً.
كانت الثورة السورية ( وطنية ) بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، كانت مطالبهم مشروعة و حق من حقوق الشعوب ، خرجوا بكل سلمية يطالبون برحيل النظام و هم يعلمون مدى خطورة هذه الفعلة و نتائجها عند النظام المجرم ، فقاوموا بـ مدنيّتهم أسلحة البطش و الإجرام و خرجوا بمظاهرات عفوية تطالب ( بالحرية و الديمقراطية ) ياله من شعار مقدس مفقود في وطننا العربي ، لم تكن مطالبهم طائفية أو دينية لكن بعد ذلك تحولت الثورة الى الكفاح المسلح ( المستحق ) دخلت في خط الثورة الحركات الجهادية ( التكفيرية ) كـ القاعدة و داعش و حزب الله و الميلشيات العسكرية الإيرانية ، انحرفت الثورة عن مبادئها و انشقت إلى كتل ، و هذا ما ساعد النظام على البقاء و الاستمرارية في القتل بكل وحشية متذرعاً بـ همجيّة داعش و القاعدة أصحاب الفكر الإرهابي و الشاذ عن الثورة الوطنية السورية.
عندما ينحرف الخطاب الثوري ( الديمقراطي ) لينزلق إلى خطاب تكفيري ديني على الثورة أن تقف لتعدّل من مبادئها و إقصاء محرّفيها ، فـ التطرف الديني و الطائفي لم يكن يوماً مبدأ من مبادئ الثورة السورية بل تسلقت تلك الحركات الإرهابية على الثورة كحال باقي الحركات الإسلامية لتفرض أيدلوجيتها النتنة على الثورة و الثوار ، و هذا غير مقبول لأنهم لم يقوموا بالثورة لوحدهم و هم ليسوا طرفاً فيها ، لكن دعتهم طائفيتهم و فكرهم العقيم لإبعاد الثورة عن تحقيق هدفها الوطني.
ففي ظل انعدام الخطاب الثوري الديمقراطي قد يولد حرباً أهلية قاتلة كما حصل في سوريا الآن أصبحت حرباً تشمل طائفة ضد طائفة و صُبغت بهذه الصبغة النتنة مع الأسف ، وهو ما حذّر منه المراقبون بأن هناك مخاوف من بعد دخول التكفيرين الإرهابيين من انزلاق مبادئ الثورة الوطنية لتولد حرب أهلية ، لذلك على الثوار الوطنيون الاستمرار في كفاحهم ضد النظام و طرد الخونة العملاء الغير مباشرين للنظام ( داعش و القاعدة ) اللذين لا يؤمنون بالحرية و الديمقراطية .
تعليقات