الانتخاب وفق القائمة يتطلب توافر وعي ديموقراطي.. الدعيج مؤكداً
زاوية الكتابكتب يناير 21, 2014, 1:07 ص 585 مشاهدات 0
القبس
ديمقراطيون أم إقصائيون؟
عبد اللطيف الدعيج
المواطن الكويتي الذي أصبح ناخباً بعد التحول الى النظام الديموقراطي بعد الاستقلال، هذا المواطن استخدم حقه الانتخابي منذ ذلك الوقت في الانتخاب وفقاً لـ«السمعة». لم تكن لدينا احزاب او جماعات ذات رؤى محددة وواضحة. لهذا اتكل المواطن على حسه ومعرفته الاجتماعية لاختيار من يراه مناسبا لتمثيله. وكان الاختيار في الغالب يخضع للعلاقة و«الرزة» الشخصية. فهذا النائب زارنا وهذا النائب خلوق، وفي بعض الاحيان ينال الثقة المرشح لا لشيء إلا لانه اول من سال وطلب التصويت له.
هذا كان الحال في البداية، ربما حتى منتصف السبعينات. لكن بعد حل مجلس الامة عام 1976، وبعد التدخل العنيف للسلطة في تغيير ارادة الناخب، أصبح الانتخاب على السمعة، رغم بساطته وعفويته، حلما للساسة والمعنيين بالشأن العام، حيث تحول الانتخاب مع بداية الثمانينات وبشكل واضح لا يمكن اغفاله الى الانتخاب وفقا للهوية او بالاحرى الانتماء. قبليا في المناطق القبلية، وطائفيا وحسب العائلة في المناطق الحضرية.
وأصبحت الانتخابات الفرعية جزءاً اساسياً من العملية الانتخابية. وحقا آمن به الكثير من ابناء القبائل بالذات. لدرجة انه عندما صحت السلطة وعزمت على كبح ذلك انتفض ضدها ابناء القبائل، افرادا وزعامات. وتم بعنف مقاومة التصدي للانتخابات الفرعية، مما اضطر الحكومة الى التراجع وغض النظر عن الانتهاكات الواضحة والمتتالية لقانون تجريم الانتخابات الفرعية.
هذه الايام وبعد استقرار الانتخابات الفرعية وتحولها الى ممارسة مشروعة باعتبارها «تشاورا وتزكية» من ابناء القبائل لمرشحيهم، وهو بالمناسبة ما يحدث ايضا عند الشيعة. فان بعض الاذكياء من نواب وزعامات وحتى ما يسمى بشباب المعارضة الجديدة يطرح بكل ثقة وبدعم غير محدود ضرورة الانتخاب وفقا للقائمة الواحدة والفوز النسبي للقوائم! وبالطبع يطرح او يصور لنا هذا البعض ان ذلك سيكون ممكنا وسيكون ضروريا ان تم السماح بانشاء «الاحزاب» الديموقراطية.
هكذا فجأة.. تحول الناخب الفرعي والمرشح الفرعي، الذي قاوم الحكومة. بل يمكن الاشارة من دون تردد الى ان احد اهم اسباب ما يسمى بالحراك الذي استعر ضد السلطة هنا وضد مرسوم الصوت الواحد يعود بالاساس الى مواجهة الحكومة للانتخابات الفرعية. مع هذا أصبح فجأة الناخب الفرعي المتعصب لقبيلته أو طائفته أو عائلته أصبح عند بعض «الاذكياء» مؤهلاً ليس للانتماء لحزب سياسي وحسب، بل الانتخاب وفق القائمة وتحديد مصير بقية خلق الله الذين سيخسرون الدعم والحماية بسبب فوز قائمته «النسبي» في الانتخاب.
ان الانتخاب وفق القائمة يتطلب توافر وعي ديموقراطي. وتقاليد عريقة لدعم الحرية والعدالة والمساواة. عندنا حاليا، وحتى خلال سنوات وربما عقود عديدة قادمة، عندنا تعصب ديني وطائفي وعرقي. سيؤدي شاء «الاذكياء» ام ابوا الى اقصاء طوائف وانتماءات وحتى أعراق، لا لشيء الا لان الطرف الاخر فاز نسبيا في الانتخاب.. فهل حقا هناك من يريد المخاطرة بذلك؟
تعليقات