عن المانحين والممنوحين العرب!.. يكتب جعفر رجب
زاوية الكتابكتب يناير 21, 2014, 12:57 ص 670 مشاهدات 0
الراي
تحت الحزام / المانحون والممنوحون
جعفر رجب
بعد ان انتهى مؤتمر الدول المانحة لسورية، حملت قلمي على ظهري واتجهت الى مخيم الزعتري في الاردن، لعمل استطلاع، واجراء مقابلات مع الشعب الممنوح، كون الشعوب العربية تنقسم الى قسمين «مانحين وممنوحين»!
سألت السوريين عن رأيهم بالمانحين والتبرعات التلفزيونية والمليارات التي جمعت لهم فاجابوا:
أبو أيهم: اشكر الدول المانحة على دعمها، ولكن يا اخي الفلل التي بنوها في المخيم بدون سرداب، صحيح ان فيها حمام سباحة، ولكن المشكلة في صيانة مضخة حمام السباحة، ولهذا اطالب الامم المتحدة بتشكيل لجنة لمتابعة المضخات!
ام شكرية: اولا انا اشكر كل من تبرع لنا، بس في مشكلة الازدحام المروري بالمخيم لم تنحل، يعني انا من التبرعات حصلت جيب «رينج روفر»، المشكلة عدم وجود مواقف سيارات كافية، وبدلا من صالة البولينغ التي بنوها للشباب يفترض ان يبنوا لنا مواقف سيارات متعددة الادوار... وشكرا!
لؤي: انا ممتعض بشدة، انا رحت عدة مخيمات لاجئين «ما شفت» مثل هذا المخيم، يعني معقولة مخيم بهذا الحجم لايوجد به محل تيشيرتات «هولستر» او«لاكوست»... انا كشاب مكافح، اطالب الامم المتحدة والدول المانحة بفتح مول للماركات العالمية!
سلافة: انا مواطنة سورية، واشكر الامم المتحدة والجميعات الخيرية التي تمطر علينا تبرعات، ومشكلتي مع محل الستارباك في المخيم، صغير جدا، وسعر قهوة الموكا غالية مقارنة مع غيرها من المخيمات، من غير المعقول استغلال ظروفنا كلاجئين في رفع الاسعار، وايضا ابي يطالب الامم المتحدة ببناء ملعب «غولف» آخر في الحي حتى يستطيع ممارسته هوايته بدون ازعاج!
اكثر من ثلاث سنوات... وعشرات المليارات التي منحت للاجئين من قبل الدول، بالاضافة الى الملايين التي تم جمعها من قبل تجار الموت، والجمعيات الوهمية الخيرية، التي استغنت على ظهور الشعب السوري، ومازل الشعب السوري يعاني من شح حاجاته الضرورية، ويبحث عن بطانية تقيه برد الشتاء، ودواء لعلاج كل امراضه... سألته اين تذهب المليارات اذا كان الناس في المخيمات يزداد وضعهم سوءاً؟ اجاب بثقة: تذهب الى حيث ذهبت المليارات السابقة!
والمواطن الكويتي لا يمانع ان يشارك اشقاءه آلامهم ويساعدهم، وكل المشكلة الازلية في هذا البلد هي الثقة، فلا يوجد مواطن يثق في كلام الحكومة، ولا في مشروع تقيمه الحكومة، ولا في عمل خيري تقيمه الحكومة، فما بالكم بالتبرع للخارج والذي يتلقفه عادة المافيات والعصابات... هذا على فرض ان المانحين التزموا ودفعوا للشعب السوري الممنوح والنائح على حاله!
تعليقات