لم يتم اختبار نوايا الشباب بشكل كاف وحاسم.. هذا ما يراه الدعيج
زاوية الكتابكتب يناير 19, 2014, 12:57 ص 777 مشاهدات 0
القبس
بعض الوضوح.. شباب
عبد اللطيف الدعيج
جماعة المعارضة الجديدة ممن يطرحون هذه الايام مشروعا لتعديلات دستورية اساسية على نظام الحكم مأخوذ خيرهم. ومعروفة اتجاهاتهم ونواياهم التسلطية والاستبدادية سياسيا، والمتخلفة والمتزمتة اجتماعيا والاستحواذية ايضا في الجانب المالي. فقد عبر معظم هؤلاء كنواب او جماعات سياسية عن العديد من المواقف المعادية، سواء للتنمية العامة، او المتعارضة مع مبادئ النظام الديموقراطي في الحرية والعدالة والمساواة التي يزعمون انهم يكافحون من اجلها.
الى جانب هؤلاء، او في واقع الامر تحت ظلهم مع الاسف، يسير كثير من الشباب الذي يحملون ظاهريا الشعارات او الاحلام ذاتها، لكن من دون ان يبينوا موقفهم الحقيقي منها. هل هم جادون في مساعيهم الديموقراطية، ام انهم كمن يتبعون من المعارضين الجدد الذين يقولون كثيرا مما لا يفعلون، ويتعهدون اكثر بما لا يؤمنون؟ لم يتم اختبار بشكل كاف وحاسم نوايا الشباب. وهم مع الاسف لا يساعدون او انهم لا يبدون معنيين بشرح مفاهيمهم وطرح مواقفهم. وهذا عائد - ان حسن الظن - الى محاولة «تجميع» اكبر قدر من المؤيدين وحشد ما يمكن حشده لتعزيز المواقف ظاهريا، ولاكساب الشباب وغيرهم هالة من القوة والحجم الذي لا يمثلون.
الشباب او من يدعون عزل انفسهم عن المعارضة التي انكشف تعارضها وعداؤها لمبادئ النظام الديموقراطي، يحاولون تسويق او عرض وجهة نظر عامة لم يحددوا لنا بقدر ضروري من الشفافية والوضوح ماهيتها وتفاصيلها. الجميع بمن في ذلك كل اركان النظام يتحدثون عن الدستور ويؤمنون بالديموقراطية. الجميع بلا استثناء، لكن الواقع اثبت ويثبت ان المواقف وليست الشعارات هي ما يحدد ماهية وسلامة نية الاشخاص او الجماعات او حتى المؤسسات.
اننا لا نريد ببغاوات او اسطوانات تردد «حكومة شعبية ونظام برلماني وحرية ومساواة»، بل نريد، وفي الواقع نطالب بمواقف ملموسة ومحددة من هذه القضايا حتى يتبين الخيط الابيض من الاسود. ان هناك العديد من الاحداث والمجريات المهمة التي يتم تداولها في البلد. نريد بشكل محدد ان نتلمس بوضوح وبدقة وعلى الواقع - وليس بالتنظير او على الورق - موقف ما يمكن تسميته بالقوى الجديدة منها. حتى نعرف تماما اتجاهاتها، ونتلمس ذلك بشكل كاف لتمييزها عمن خبرناهم وعرفناهم من مجاميع سياسية يتعارض طرحها مع ممارساتها وواقعها الاجتماعي.
تعليقات