ديكتاتورية الشعب أخطر من ديكتاتوريات الزعماء والقادة.. برأي ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب يناير 16, 2014, 1:03 ص 1082 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / ديكتاتورية شعب
ناصر المطيري
ليس أخطر من ديكتاتوريات الزعماء والقادة إلا ديكتاتورية الشعب ، نعم الشعب أحياناً يكون دكتاتورياً أكثر من الدكتاتور نفسه على غرار من يكون ملكياً أكثر من الملك نفسه ..
ويعلمنا التاريخ الإنساني كم من قائد وزعيم صنع منه شعبه دكتاتوراً ، لأن بعض شعوب التخلف ترى في الاستعباد حياة لها وهي لاتتنفس سوى هواء الخوف ولا تمارس سوى حركة الانقياد والخنوع ..
فها هو فرعون الذي حكم مصر قبل سبعة آلاف سنة لم يكن ليستعبد شعبه ويقول لهم «أنا ربكم الأعلى» لولا استعداد الشعب آنذاك للاستعباد والانقياد ، ولقد استعبد فراعنة مصر شعبهم في حياتهم واستمرت حالة الاستعباد حتى بعد وفاة الفراعنة عندما سخرتهم عبوديتهم لحاكمهم فبنى المصريون قبور الفراعنة أهراماً تخلدهم على مر التاريخ ..
يقول عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد ومصارع العباد: من أقبح أنواع الاستبداد استبداد الجهل على العلم، واستبداد النّفس على العقل، ويُسمّى استبداد المرء على نفسه، وذلك أنَّ الله جلّتْ نعمه خَلَقَ الإنسان حرّاً، قائده العقل، فكفَرَ وأبى إلا أنْ يكون عبداً قائده الجهل. خَلَقَه وسخَّر له أمَّاً وأباً يقومان بأوده إلى أن يبلغ أشدّه، ثمَّ جعل له الأرض أمّاً والعمل أباً، فَكَفَر وما رضي إلا أن تكون أمَّتُه أمّه وحاكمه أباه ، بعد ذلك تقوم هذه البطانة الفاسدة فهي نبتة خبيثة من أصل فاسد فكل شيء فاسد، ويقوم هؤلاء بإنتاج الأفلام والمسلسلات عن الأجهزة الأمنية وجبروتها وعن الجيش ورعبه حيث تنغرس هذه الأفكار في العقول ليتولد شعور بالرهبة والخوف ، فيصبح هؤلاء عبيدا لدى الطاغية الدكتاتور يمتلكهم الخوف والجبن والشعور بالنقص والدونية.
إذن نقول ليس أمام هذا الشعب المستعبَد إلا أن يقتل «الفرعون» الكائن بداخله وأن يسقط ديكتاتورية نفسه وأن يعلي قيمة ديمقراطية الدولة، التى يحكم الشعب فيها نفسه بنفسه، ليس على هوى كل فرد فيها وإنما على أساس نظام ديموقراطي يستطيع كل فرد فيه أن يشارك فى الحياة السياسية والمدنية دون أن يجور على حق غيره وأن يعلم أن رأيه صواب يحتمل الخطأ ورأي غيره خطأ يحتمل الصواب.
تعليقات