الآداء الحكومي كما يراه وليد الجاسم متردي
زاوية الكتابكتب يناير 15, 2014, 12:34 ص 481 مشاهدات 0
الوطن
كل كم شهر.. وزير
وليد جاسم الجاسم
يعاني وكلاء الوزارات والوكلاء المساعدون والمديرون في الوزارات والهيئات الحكومية معاناة كبيرة ربما لا يشعر بها الكثير من الناس.
إنهم يتعاملون مع وزير جديد كل 6 الى 8 شهور تقريباً مع كل تشكيل أو تعديل حكومي.
وبما أن الوزير (كل كم شهر) يتغيّر، فمن البديهي أن نجد طواقم العمل في مكتب الوزير (كل كم شهر) تتغيّر، وكل وزير له خططه ورؤاه وأساليبه التي تتغيّر (كل كم شهر).. ولكل وزير أيضاً مفاتيح شخصية مختلفة على مَن يتعاملون معه إدراكها وذلك ليتمكنوا من الاستمرار وليمتلكوا القدرة على الإقناع.
وبموجب (مفاتيح الشخصية) المطلوب إدراكها فإن الأسلوب الذي يصلح لإقناع هذا الوزير.. ربما نفسه يكون سبباً لاستفزاز ذاك الوزير والعكس صحيح.
هذا الوزير يحب الإعلام والتلميع، وذاك يرفضه ويكرهه.. هذا الوزير «حياوي» وخجول وذلك الوزير مندفع وما يستحي، هذا الوزير عصبي وشرارة.. وذاك الوزير أبرد من الثلج!!
هذا وزير يحب القيل والقال و(تنقل الحكي)، وذاك وزير يرفض هذا الأسلوب.
هذا وزير من الساعة 6.30 صباحا تجده يشرب استكانة الشاي على مكتبه ويسأل مدير مكتبه عن كبار المسؤولين وهل وصلوا أم لا؟..
والوزير الآخر لا يداوم قبل العاشرة صباحا ويعوض تأخيره بالبقاء حتى أذان المغرب في الوزارة، (فيبتلش) فيه باقي كبار الموظفين ويضطرون الى اعادة برمجة حياتهم وأسلوب معيشتهم ومواعيدهم للتوافق معه. وفور أن تنتهي من اعادة برمجة حياتك مع الوزير الجديد وتعرف كيف تتعامل معه.. يفاجئونك بتشكيل جديد.. وتعال.. صرِّف روحك وبرمج حياتك من جديد.. لا.. ويبون الوزارات تتطور بعد.
الله يعين الوكلاء والوكلاء المساعدين والمديرين وكبار المسؤولين، ولعل هذا الأمر من أهم أسباب التردي المتواصل في الأداء الحكومي والذي لم نعد نرى أي بصيص من نور يبشرنا بتغير الأحوال نحو الأفضل.
تعليقات