عبدالله خلف: الجيش الإسرائيلي أرحم من الجيوش العربية
زاوية الكتابكتب يوليو 4, 2007, 10:29 ص 484 مشاهدات 0
شخصية الفرد
العربي والعراقي نموذجاً
كتب:عبدالله خلف
عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي اختص في دراسة طبيعة المجتمع العراقي..
وتساءل هل يختلف العرب عن غيرهم من الأمم، وهل يختلف أهل العراق عن غيرهم من العرب؟
وله كتاب آخر هو »شخصية الفرد العراقي«.. وهو بحث في نفسية الشعب العراقي على ضوء
علم الاجتماع..
جاء في مقدمة كتابه »دراسة في طبيعة المجتمع العراقي.. بعض السطور كهدية يهدي
الكتاب للفئة المثقفة العالية.. قائلاً:
أقدم كتابي هذا الى الذين يشغفون بالأفكار العالية، فيحاولون تطبيقها في مجتمعهم،
بغض النظر عن طبيعة المجتمع وظروفه.
لقد آن لهم أن ينزلوا عن أبراجهم العاجية وان يأخذوا بعين الاعتبار مقتضيات الواقع
الاجتماعي الذي يعيشون فيه.
الدكتور الوردي كتب أبحاثه وقدم معظمها في جامعة بغداد وأذاع منها في الإذاعة،
اعترض عليه جماعة من المثقفين معتبرينه انه كان قاسياً في احكامه العلمية
الاجتماعية والنفسية عن المجتمع العراقي..
العالم العربي كان يحتاج في كل دولة من دوله عالماً مثل الدكتور الوردي، ليشرح
ظاهرة السرقة منذ الغزو بين القبائل والمناوشات الحدودية وكيف خالفوا دينهم.
إن الغزو والنهب والسلب في شريعة العرف بطولة منذ ايام الجاهلية حتى صار غازي،
وهاضل، وساطي، هي احسن الاسماء عندهم.. والسرقة رجولة.. لم تعد على الخيول والبغال
مستخدمة بل صارت بالسيارات والطائرات والمؤسسات المالية.. الغزو القديم منذ العهود
الجاهلية وعبر العصور الاسلامية لم يحرمها رجال الدين والطغاة بل منعها الغرب
الاستعمار وغيره ومنعتها الامم المتحدة.
دور الدعارة والنخاسة لم تمنعها المؤسسات الدينية الاسلامية بل منعتها الدول
المغربية الاستعمارية..
تبقى السرقة التي تتفشى في الدول العربية والاسلامية، وبالمقارنة نجد الامانة
والاخلاق عند غير المسلمين كما قال الشيخ محمد عبده تركت المسلمين ولم اجد فيهم
الاسلام وذهبت الى غير المسلمين فوجدت عندهم الاسلام.. الجيوش العربية ان دخلت
حرباً لازالت تسرق وتنهب لم يتغير فيها شيء منذ العهد الجاهلي.
الجيش العراقي دخل الكويت فاستباح كل شيء فسرق المنازل والمؤسسات والمحال التجارية،
وهكذا عمل الجيش السوري في لبنان.
بالمقارنة المؤسفة ان الجيش الاسرائيلي لم يسرق ولم ينهب ولم يعتبر الاموال
المنقولة والثابتة من الغنائم.. اذا منع التجول في الضفة الغربية بعد ان احتلها كان
يوزع الحليب والخبز على البيوت التي منع عن اهلها الخروج الدكتور الوردي يرى في
دراساته للمجتمع العراقي ظاهرة اجتماعية تتمثل في الصراع بين البداوة والحضارة.. في
زمن الدولة العباسية اصبح العراق مركز حضارة عالمية، والشعب العراقي نراه واقعاً
بين متناقضين من قيم الحضارة وقيم البداوة الاتية له من الصحراء.
والشعب العراقي لا يستطيع ان يطمئن الى قيمه الحضارية زمنا طويلاً لان الصحراء تمده
بين كل آونة وأخرى بالموجات التي يكون بدويا كابن الصحراء وكتاب: »طبيعة المجتمع
العراقي« صفحة 12 ويقول الدكتور الوردي: قد يجوز ان نصف الشعب العراقي بأنه شعب
حائر، فقد انفتح امامه طريقان متعاكسان وهو مضطر ان يسير فيهما في آن واحد فهو يمشي
في طريق البداوة حينا ثم يعود للطريق الثاني.
الرئيس عبدالسلام عارف عندما التقى بالرئيس عبدالناصر روى له هذه القصة وكأنها طرفة
يريد بها ان يرفه عنه..
قال: اثناء تجوالي في اول الثورة في القرى العراقية استوقفنا فلاح والزم ان نتغدى
عنده فاعتذرت، ثم احرجني قائلاً لاني فقير ترفض دعوتي.. فرضخت لطلبه رغم ان
المرافقين عددهم كبير بعد الجولة ذهبنا الى بيته فوجدناه قد افترش الطريق امام بيته
ووضع صواني الرز وعليها خروفان فسأل أحد ابناء القرية من أين له ذلك فقال لكي يفي
بوعده سرق الخروفين من إحدى الحظائر.
لم يؤنب عارف السارق بل اعتبرها شطارة ضحك لها كثيرا حتى رواها للرئيس عبدالناصر.
فامتعض عبدالناصر ولم يعلق على هذه الحكاية ذات السرقة التي يقرها رئيس دولة كبرى
وهي العراق، وننتقل بعد ذلك الى ابن خلدون رائد علم الاجتماع.. لنجده يقوم قبل خمسة
قرون بعقد مقارنة بين البداوة والحضارة واعتبر العرب عامة اشد الامم بداوة من
صفاتهم التخريب والنهب والوحشية والخشونة.. حتى طالب ساطع الحصري بحرق كتبه »دراسات
عن مقدمة ابن خلدون صفحة 151«.
الحرق والتخريب والسرقة والنهب رأينا كل ذلك من الجيش العراقي في الكويت ورأينا
الغوغاء والمدنيين العراقيين عندما يقتادون معهم جنديا فيسرقون الاسواق والمنازل.
الشعب العراقي قد صوره الدكتور علي الوردي في طباعه ونفسيته وتناقضاته في حياته
اليومية.
الوطن
تعليقات