كيف سنستفيد كمواطنين من تعديل النظام الأساسي للبلد؟.. الدعيج متسائلاً

القبس

ماذا بعد التعديل؟

عبد اللطيف الدعيج

 

ركزت في المدة الأخيرة على اهتمام الحركات السياسية، سواء عندنا أو في عموم المنطقة العربية التي ورثنا عنها تنظيماتها وامتدادها الحزبي. ركزت على اهتمامها بالسلطة السياسية وضرورة القفز عليها أو التحصل عليها من اجل ــــ بالطبع وكما الزعم ــــ انقاذ الاوطان من التخلف والفقر اللذين هي فيهما. مع فارق بسيط، حيث هنا ليس لدينا فقر، وليس لدينا تخلف على الاطلاق، ان كان التقدم يعني التحصل على تكنولوجيا العصر واستخدامها، لهذا فقد تفتق ذهن المجاميع السياسية عن استبدال الفقر والتخلف بالتسيب والفساد.

يعني في نظر الاتجاهات السياسية الناشطة أو التي تدعي النشاط هنا فان مشكلتنا الاساسية، أو كل مشاكلنا، محصورة في اساءة استخدام السلطة، اما لفسادها المباشر أو لخلل في الطبيعة القانونية والاجرائية لهذه السلطة. لهذا فان الحل الامثل للمشكلة يكمن في «تعديل» هذه السلطة، أو بالاحرى اعادة ترتيبها بحيث تصبح في متناول المجاميع السياسية صاحبة «الرأي السديد» في النهوض والاصلاح.

لهذا جاء مشروع المعارضة «الجديدة» الاصلاحي معنيا فقط بخطط وتفاصيل الاصلاح السياسي أو التعديلات الدستورية الضرورية في نظر من صاغوا المشروع من اجل النهوض والتنمية. لن نعترض وسنبصم بالعشرة على كل التعديلات الدستورية والسياسية التي تحلم بها معارضتنا الوليدة من رحم التخلف ومن صلب الهيمنة السلطوية، التي تدعي التصدي لها الان! لن نعترض - مؤقتا - لكن بما ان التعديلات هدفها وضع «سلطة شعبية» ذات نظر ثاقب في مجلس الوزراء فان من حقنا قبل اي شيء ان نعرف ما الذي ستسعى هذه «السلطة الشعبية الحكيمة - الرزينة - الامينة - وبلا شك الطازة» ما الذي ستسعى الى تحقيقه؟ وما الذي يجعل منها اكثر حكمة وبعد نظر عن القوى المهيمنة حاليا على مجلس الوزراء؟

ما الذي سنجنيه نحن كمواطنين ان نحن قبلنا بتعديلات المعارضة الجديدة. عرفنا وفهمنا.. سيكون لدينا نظام برلماني وانتخابي مثالي ــــ طبعا مثالي بتوافقه مع اوضاع وطموحات من اعدوه - عرفنا هذا وسلمنا به. لكن يبقى السؤال الاساسي: من أجل ماذا نعدل النظام وما الذي سيتحقق من جراء وجود نخبة «طازة» أي ليست فاسدة في مجلس الوزراء؟! يرحم والديكم قولوا لنا ما الذي سيتغير.. أو ما الذي سيحدث.. وكيف سنستفيد نحن كمواطنين من تعديل النظام الأساسي للبلد؟