وزارة الدفاع تعالج في الخارج المتمارضين المدنيين

محليات وبرلمان

بعد أن سدت وزارة الصحة في وجوههم الأبواب

1091 مشاهدات 0



مثل الفنان نور الشريف  في أحد أفلامه دور جندي مصري شجاع حارب إسرائيل وشاهد رفاقه يموتون بين يديه وهم  يوصونه في نفسهم الأخير على أهلهم وأولادهم، وقد تعرض هو أيضا للموت عدة مرات،لكنه يستمر في حب عمله كعسكري قدوة لإحساسه أنه يقوم بواجبه تجاه ربه ثم وطنه ولشعب مصر . المفارقة أنه عاد ليجد شلة من الفاسدين الذي لم يذهبون للجبهة و قد استغلوا الوضع لنهب بيوت وزوجات العسكر وهنا يوصلنا الفيلم إلى حقيقة أن الأوطان قد تكون عاقة في حق أبناءها المخلصين من جراء ممارسات الجشعين .
وفي فيلم أمريكي  ضم المبدعين جاك نيكلسون وتوم كروز وديمي مور وهم يمثلون جميعا ضباط في البحرية الأمريكية يقول البطل 'أنا من يقف على الأسلاك الشائكة منتصف الليل على الحدود مع كوبا الشيوعية لأقول  لفتاة أمريكية  في الغرب الأوسط  نامي يا فتاتي قريرة العين أني ما وقفت  في الخطر إلا لإحساسي أنك تستحقين الشعور بالأمن ' لكن الفيلم انتهى بنهاية مستقبل الجنرال جاك نيكلسون .  و لا يمكن القول بمثالية ساذجة أن من يشكلون نسيج الوطن هم من الشرفاء فقط  كما  ثبت في رسالة الفيلم الأول، أو أن الأغلبية  من الشعب تشعر بتضحيات العسكريين  وتقدرها كما في رسالة الفيلم الثاني  .
 
في الكويت وقبل الإجراءات الأخيرة التي أشعرت إخواننا العسكريين ببعض قيمتهم و التي كأن قطبيها  الشيخ مشعل الأحمد والنائب الدكتور جمعان الحربش ، كأن قبلها العسكريين يشعرون بالغبن  لأن السلطة التشريعية تعتبرهم كم مهمل في حساب الانتخابات ، وكما يقال' أخذها  النواب من 'قاصرها' ' فالعسكرية أسرار فلا تفتحون ملفاتها للأسباب الأمنية وتلك كانت ذريعتهم .
 
لقد أثلج قلوب العسكريين أن السلطة الرابعة في الكويت وهي في جلها  شابة ونشطة ونظيفة لم تتلوث بالألعاب السياسية  التي يمارسها النواب على الأقل حتى الآن وقد أخذت على عاتقها فضح الشللية و التعسف والفساد الإداري والدكتاتورية والإهمال  الذي تحميه  اسوار المعسكرات .
بين يدينا مثالين لجهد زميلين لم تثنهم الاغراءات او المحاذير الواهية من دخول موقع عسكري حساس وفضح ما يعج به من تجاوزات يندى لها الجبين، لأنها تتعلق بحياة العسكريين وينطبق عليها مثال عقوق الوطن  كما في الافلام السابقة، من قبل فئة  تمثل الوطن للأسف ولا تخاف الله في شيء  ، وهذا المرفق هو مستشفى القوات المسلحة  الذي تناوله زميلان في أسبوع واحد بعدما فاض الكيل فيه .
 
يقول الزميل سالم الواوأن :
           http://www.alseyassah.com/editor_details.asp?aid=2278&aname=سالم%20الواوأن
 
'تلقينا اتصالاً هاتفياً من مسؤول في وزارة الدفاع يؤكد ويؤيد الصراع الدائر في ما يتعلق بالعلاج في الخارج في وزارة الدفاع, وهو غيض من فيض تلك التجاوزات في الابتعاث المرضى, فاق المعقول بكثير وضرب الشروط واللوائح . ويضيف المتصل ' وتحولت الإدارة إلى مرتع لسكرتارية بعض النواب ومندوبي بعض القيادات العسكرية والمتنفذين' وأضاف أن من التجاوزات ' التمديد الطويل لبعض مرافقي المرضى'
 
أما الزميل بدر الزيد فقد كتب في جريدة 'الرؤية' ما هو أشد وقعا وأكثر بؤسا ،حيث يقول واصفا كيف تدار الأمور في مستشفى القوات المسلحة تحت عنوان المستشفى العسكري يعوم على بحر من فساد :     http://www.arrouiah.com/node/31583
 
حيث قال ضمن ما حصل عليه من حقائق  موثقة 'أن مستشفى واحد ظل حتى الآن بعيدا عن الحديث أو كشف ما يجري داخله' وأن ' مستشفى القوات المسلحة يعوم على بحر من الفساد والتجاوزات. وباستعراض الوثائق وجد أن المستشفى دفع مرضاه حياتهم ثمناً للفساد ' موضحا أيضا كيف  ' أُدخل مرضى من غير أي إثبات رسمي ومن دون المرور على مكتب الدخول والخروج. وما هو أكثر من ذلك أن أجريت عملية سحب ماء من العين لمريض من دون أي تمهيد ولا أي فحص طبي، ولا حتى اعتماد طبيب على ملف المريض، الذي حمل ثلاثة أرقام مختلفة تضمنتها الأوراق داخله، الأمر الذي أدى إلى مضاعفات للمريض فقد على أثرها بصره وتدهورت حالته، ما دعا الطبيب الذي أجرى العملية إلى تقديم استقالته وطلب إحالته إلى التقاعد!' ويضيف الزميل بدر الزيد  متحدثا عن ' الرشاوى التي تتم من اجل إجراء عمليات لمدنيين في المستشفى، ' وأيضا  كيف أن ' موعد العملية للعسكريين يتجاوز السنة بينما للمدنيين لا يأخذ سوى أسبوع أو أسبوعين' ثم يزيد 'ومن التجاوزات التي تضمنتها الوثائق، سرقة الأدوية، حيث يعمد الأطباء إلى استغلال الوصفات اليومية الدورية للمرضى ليقطعوا منها جزءا ليسجلوا عليه ما يشاؤون من دواء يصرف لهم'
 
بعمل جراحي من دون معرفة أو اطلاع على حالة المريض. '
 
ثم لا نعود قادرين على الإمساك بالسؤال المهم الذي تبادر الى أذهاننا  من أول سطر  كتبه الزميلان  وهو أين قيادة الجيش العليا التي هي مسئولة عن هذه التجاوزات؟
 
  فيأتي الجواب كالصاعقة وتتجلى طامة الفساد الإداري  كما يشرحها لنا الزيد  حيت قال ' ومما تضمنته الأوراق توصية من رئيس المستشفى بإجراء عملية جراحية لمريض، وأشار المصدر إلى أن رئيس المستشفى ضابط طيار وليس له دراية بالطب فكيف يوصي بعملية ' ويزيد في وصف الفساد الإداري    عن ' موظفة متنفذة غابت 293 يوماً عن دوامها في العام ولا زالت تعمل 'ليختتمها عن ' رئيس قسم الوقاية من الأسلحة النووية فيها هو طبيب بيطري كأن يعالج حصان ابنة الشيخ المرحوم سالم صباح السالم'
 
الذي لم يقله الزميلان هو استقالة الطبيبة المعالجة لصاحب السمو أمير البلاد المفدى أخصائية القلب والشرايين الكويتية الدكتورة فريدة الحبيب من مستشفى القوات المسلحة ، لكثرة المضايقات التي تعرضت لها من القيادة العسكرية لعلاج مدنيين بدون ملفات،
 
كما لم يتطرق الزميلان إلى أن المدنيين هم من يذهب للعلاج في امريكا من ميزأنية وزارة الدفاع بينما يقف  وكيل الضابط  المتقاعد المسكين و أغلى أمنياته أن يدخل على الطبيب في المستشفى العسكري  ، ويزيد مرضه وهو يرى صالاته تغص بالعرب والأوروبيين والآسيويين يتخطونه بالدور دون وازع .
 كما أن الزميلان لم يتطرقا إلى أن المستشفى يعالج كل من يلبس الزي العسكري إلا أفراد الشرطة وليس ضباطها  الذين يتعرضون على دورياتهم لحوادث أكثر من غيرهم ، فهل طلقة تجار المخدرات تفرق بين ضابط وفرد وأين تريدون أن يتم نقلهم للعلاج السريع ؟
ما لم يقله الزميلان أيضا هو قرار إعادة فتح باب العلاج  الطبيعي في التشيك لمرضى وزارة الدفاع الصيفيين ، بسبب اتصال تلفوني واحد من قيادي عسكري يتم علاجه حاليا هناك .وما لم يقله الزميلان أيضا ترك رئيس فرع الميزانية في المستشفى لمنصبه بعد مشاجرة مشهورة . كما أنهم يجهلون الكثير من التجاوزات لكن فتحهم لملف مستشفى القوات المسلحة هو استمرار للنهج السليم في فتح تجاوزات القيادة العسكرية التي لازالت تتمسك بمناصبها.
 
أن وصم أعضاء مجلس الأمة بالمتقاعسين عن واجبهم هو اقل ما يوصفون به في إصلاح المؤسسة العسكرية، فإذا كانت مطالب العسكريين لا تثير اهتمامكم والعسكري يسير على قدميه إلا يثير اهتمامكم أن يتلقى العلاج المناسب وهو جريح من أجل الدفاع عن الوطن وهو الذي سهر على زورقه السريع بين الامواج العاتية وفي حر الصيف في الصحراء حتى ينعم العضو منكم بخمسة عشر سكرتيرا !

كتب: عمر عدنان- الكويت

تعليقات

اكتب تعليقك