لجنة تحقيق بـ 'الحصى الطائر' !

زاوية الكتاب

الزيد: وزير الأشغال والحكومة يستخفون بعقول الناس ويستهترون بهم

كتب 4529 مشاهدات 0

من الصحف

 النهار- مقال يفرض نفسه


تحقيق أم تسويف ؟
زايد الزيد

بعد أن تضررالجميع من ظاهرة ' الحصى الطائر ' التي شهدت لها شوارعنا بعرض البلاد وطولها ، وتكسرت من جرائها الزجاجات الأمامية للسيارات ، قرر وزير الأشغال أن يشكل لجنة للتحقيق في موضوع ' الحصى الطائر ' !
بالله عليكم هل هناك استخفاف بعقول الناس واستهتار بهم أكثر من هذا ؟ ان الوزير وحكومته كلها يعلمون ان القضية قضية فساد واضحة المعالم طرفاها : الشركات المنفذة للطرق التي خلقت ظاهرة ' الحصى الطائر ' ، ومهندسوا الأشغال المشرفون على تلك المشاريع .
أن الشركات المنفذة لمشاريع الطرق تلك قامت بمخالفة المواصفات المحددة بالمناقصات حتى تحقق أرباحاً أكثر ، ومهندسو الأشغال المشرفون على أعمال تلك الشركات تواطأوا معها حينما اعتمدوا مراحل المشاريع مرحلة مرحلة وهم يرون بأعينهم مخالفة المواصفات ، ومن المؤكد أن هذا التواطؤ لايخلو من ثمن معلوم !!
ان المسألة لاتحتاج تحقيق ، بقدر ماهي عملية حصر لكل الطرق التي شهدت ظاهرة ' الحصى الطائر ' ومن خلال عملية الحصر هذه سيتبين للوزير وللحكومة كلها ماهي الشركات المنفذة ؟ ومن هم أصحابها ؟ ومن هم المهندسون المشرفون والمتواطؤون مع تلك الشركات ؟ ومن ثم احالة هؤلاء جميعاً إلى النيابة العامة بملف متكامل يحوي جميع الأدلة ويبين المخالفات ( وليس ملفاً مهلهلاً كما حصل في قضايا عديدة سابقة ) ، كما ان على وزارة الأشغال ولجنة المناقصات المركزية حرمان تلك الشركات من الدخول في أية مناقصات لمشاريع جديدة .
طبعاً هذا الاجراء هو الاجراء ' المفترض ' ان كانت هناك رغبة جادة في محاسبة هؤلاء - من شركات منفذة ومهندسون مشرفون - الذين ينهشون من المال العام بلا رادع من ضمير ولامحاسبة من مسؤول ، ولكننا - للأسف الشديد - رأينا من قبل مشاريع يعتريها الفساد ولم تقم وزارة الأشغال ولا الحكومة بتلك الاجراءات المستحقة ، فلم يحاسب أحد في فضيحة ' محطة مشرف ' سوى ان الاشغال قامت بخصم أجر 15 يوماً من رواتب اثنين من المهندسين المشرفين على المحطة ! أما ' استاد جابر ' فلم يجرؤ أي وزير أشغال ولا رئيس الحكومة في الحديث - مجرد الحديث - عن مخالفات المشروع التي تمثلت بوجود اختلالات وشروخ بعشرات الأعمدة والدعامات للاستاد مثبتة بتقارير رسمية أصدرها معهد الكويت للأبحاث العلمية وهو جهة حكومية ، بمعنى أن الحكومة فضحت الحكومة ( المعهد فضح الأشغال ) ، ومع ذلك فان ' استاد جابر ' يظل من أكبر الأمثلة الصارخة والدالة على ان الفساد أصبح معلماً من معالم الكويت ، ولم يحرك أحد المحاسبة تجاهه !
لذلك فانك تجد ان الناس لاتنظر بجدية لكل مايقال ومايتخذ من اجراءات تحقيق خاصة بمشاريع الفساد ، لأنها تعلم في قرارة أنفسها أنها مسائل شكلية لامتصاص غضبهم أوتذمرهم !
فعلى من تضحك ياوزير الأشغال ؟ وعلى من تضحكين ياحكومة ؟!

 

 

 

الآن- النهار

تعليقات

اكتب تعليقك