فوزية أبل تكتب عن انتشار الوعي السياسي وآثاره
زاوية الكتابكتب يناير 10, 2014, 4:33 ص 532 مشاهدات 0
الوعي الشعبي يتجدد
بقلم : فوزية أبل
على الرغم من الأجواء القاتمة التي سيطرت على أنحاء من العالم العربي في العام 2013 , وعلى الرغم من تشاؤم كثير من المحللين والمراقبين حول الأحداث المرتقبة في دول الربيع العربي , فإن نظرة متفحصة إلى الأمور قد تدفعنا إلى استنتاجات أقل تشاؤما , إن لم نقل : أكثر تفاؤلا .
يكفي أن نقول أن أجهزة الإعلام في العالم لم تكن تهتم بأخبار هذه المنطقة من العالم إلا في حال حصول كارثة إنسانية , أو بروز مشكلة معينة , أو إذا حصل اقتتال داخلي أو حرب بين بلدين عربيين .
أما في السنوات الثلاث الماضية فالعالم كله يترقب التطورات المتلاحقة التي فرضتها ثورات الربيع العربي ...ويراقب تأثيرات تغريدة على ' تويتر' , وكتابة على ' الفيس بوك' , فهناك من يعيش في ظل ترقب , لحظة بلحظة , بعد انتشار الوعي الشبابي , والوعي السياسي , والحراك الشعبي , وتأثيراته المتعددة الأوجه .
هناك دماء تسيل في مصر المحروسة ...هذا صحيح . وهناك سجال عقيم يدور حول كل بند من بنود المقترحات حول المرحلة الإنتقالية ...هذا صحيح أيضا . ولكن , هل نسينا أن الوعي الشعبي قد بدل كثيرا من المفاهيم , ولا سيما خلال العامين الماضيين ؟
هل نسينا كيف أن المصريين إنتظروا أكثر من ربع قرن حتى يتمكنوا من التحرك الغاضب لإسقاط نظام حسني مبارك , وفي المقابل , فإنهم لم ينتظروا ربع سنة حتى يبدأوا إنتفاضتهم الجديدة ضد حكم محمد مرسي ؟
إذن , على الرغم من كل المصاعب المتراكمة , ومن الإخفاقات المتتالية , فإن الوعي المستجد لدى ملايين المصريين صار يشكل كابوسا' فوق رأس أي حاكم مستبد , أو أي تنظيم سياسي أو ديني يستغل تضحيات الثوار المتتالية لأجل التشبث بالسلطة وإقصاء الآخرين , كما فعل الأخوان المسلمون ومرشد 'الاخوان' , أو لأجل فرض نوع من الحكم العسكري , المباشر أو غير المباشر , كما يؤخذ على اللواء محمد السيسي في المرحلة الحالية من الثورة .
من البديهي القول أن إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي هو أحد أسباب هذه اليقظة وهذا الإستنفار الدائم لبعض الهمم , وبخاصة همم الشباب وقوى الثورة الحقيقية - إذا صح التعبير- وقوى المجتمع المدني الرافضة لإستغلال الدين من أجل ' توظيف' تضحيات الشهداء وآلام الجرحى والمصابين , وعذاب المشردين , وبؤس العاطلين عن العمل , الخ .
وما يحصل في مصر نجد مثيلا له مع بعض الفروقات - بالطبع - في كل من تونس وليبيا واليمن وغيرها .
تعليقات