المطر.. فضحنا

زاوية الكتاب

الزيد متعجبا: كيف سنلبي رغبة سمو الأمير بتحويل الكويت كمركز مالي عالمي

كتب 1546 مشاهدات 0


المطر يفضحنا

زايد الزيد

سبحان الله ، بعد أن كان الجميع في الماضي القريب يستبشر خيراً بهطول الأمطار وخاصة الغزيرة منها ، نظراً لفوائدها الجمة من ازدهار الصحاري بالاعشاب واحياء شجيراتها مروراً بتثبيت القشرة العليا للتربة مما تنذر بصيف تالي خالي من الغبار ، وليس انتهاءً بتنقية الجو من الكثير من الملوثات ، هذا عدا الاستمتاع برحلات الترويح الربيعي  من خلال بناء المخيمات في ارجاء البر الكويتي وهو عامر بالأعشاب والزهور البرية .

بعد ان كنا نستبشر بهذا الخير ، أصبحنا نتوجس خيفة منه ، فمع كل نزول زخات متوسطة من الأمطار أضحت الشوارع والمنازل تغرق وحركة المرور يصيبها الشلل ، وطبعاً بالتبعية تزداد حوادث السيارات .

ولايحتاج الأمر لكثير من الذكاء لنكتشف أن المناطق والطرق الأكثر تضرراً ليست هي الأكثر استقبالاً للأمطار ، بل هي الأحدث انشاءً ، وأكبر مثال على ذلك مدن جابر الأحمد وسعد العبدالله وعلي صباح السالم حيث تنقل لنا الصور حجم الفساد في انشائها الذي جعلها أشبه بما يجري لقرى نائية في أفقر دول العالم حينما تتعرض للسيول ، مايعني أن أجهزة الدولة المعنية بالمشاريع الانشائية كوزارة الأشغال ولجنة المناقصات وديوان المحاسبة أصبحت تتساهل أو تتراخى أو تستسلم لأصحاب المشاريع الفاسدة والتي تفضحها زخات الأمطار حتى لو لم تتجاوز فترة هطولها ساعة او ساعتين لاأكثر !

ولانعلم كيف يمكن للأجهزة الحكومية وهي بمثل هذا الترهل والتراخي والتساهل مع قوى الفساد ، أن تلبي رغبة سمو أمير البلاد بتحويل الكويت كمركز مالي عالمي يستقطب أكبر الشركات العالمية وأشهرها وهي عاجزة عن انجاز مشاريع صغيرة نظيفة تستوعب قطرات المطر ؟

النهار- مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك