الطواري يكتب - يا عزيزي كلنا حكومة

زاوية الكتاب

كتب 1539 مشاهدات 0


الكل ينتقد الحكومة قبل او بعد أي تشكيلة وزارية ويتهمها عدة تهم ومن بينها المحاصصة, محاباة  الأقارب , محاربة معارضيها ومكافأة مواليها و الاختيار على معايير الولاء بدل ان يكون المعيار هو الكفاءة. جميع التهم السابقة صحيحة ونراها في كل تشكيلة حكومية منذ عقود ولكن هل نحن مختلفون عن الحكومة؟

لو نظرت لأي قائمة في انتخابات النقابات وجمعيات النفع العام لوجدت الأسماء غالبا كالتالي دون الاعتبار للترتيب: عازمي,مطيري,عجمي,رشيدي,كندري,حضري,هاجري,عتيبي,دوسري,شيعي وأحيانا عنصر نسائي. أليست هذه محاصصة؟

في حال تعيين وزير او حتى مدير من قبيلة او عائلة او طائفة معينة فسرعان ما يتكالب عليه أبناء هذه القبيلة او الطائفة في الوزارة بحثا عن خدمات ومعاملات غالبا ما تكون غير قانونية واذا لم يستجب هذا المسؤول لمطالب الأقارب يصبح 'ما فيه خير' ! أليست هذه محاباة للأقارب؟

'لا أتكلم عنهم ترى يضرونك وما تحصل على ترقية و يودونك ورا الشمس' هذه العبارة لا تخص وزارة او مرفق معين من مرافق الدولة بل تكاد تكون دارجة وتسمعها في كل وزارة او ادارة يسيطر عليها تيار سياسي او حركة حزبية او حتى طائفة او قبيلة و تجد موظفيها يتجنبون بل يخافون أن ينتقدوا هذا التيار ورموزه في العلن. أليست هذه محاربة للمعارضين و تكميم للأفواه؟

عندما تحضر الترقيات والتعيين في المناصب القيادية تجد القبلي يسعى لتعيين أبناء قبيلته والطائفي ابناء طائفته والحزبي ابناء حزبه دون أي اعتبار للكفاءة او للأحقية. أليس هذا هو الاختيار على معايير الولاء بدل الكفاءة؟

الأمثلة السابقة ليست حالات فردية او شاذة بل أصبحت هي النمط السائد وهي ممارسات شعبية خالصة وليست حكومية وقبل أن ننظر للحكومة وننهاها عن مثل هذه التصرفات يجب أن ننظر الى أنفسنا أولا فكما تكونوا يولى عليكم
وكما قال الشاعر:
لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ


خالد الطواري

الآن - رأي / خالد الطواري

تعليقات

اكتب تعليقك