خطوات تحقيق الإصلاح الحقيقي!.. بقلم نبيلة العنجري

القبس

رؤية  /  الاعتراف والاعتذار

نبيلة مبارك العنجري

 

• الاستمرار وفق هذا النهج يؤكد ضياع البوصلة وتخبّط السفينة.

«الاعتراف بالخطأ فضيلة، والرجوع عنه قوة».. هذا ما تعلمناه، ويعرفه جيدا من بيدهم دفة الأمور، إلا أنهم للأسف لا يطبّقونه، فالمخاطر التي تحيق ببلدنا كثيرة، والخوف من المستقبل تملك المواطنين في ظل التخبّط وعدم الاستقرار. ومع هذا يجلس المسؤولون في برج عاجي، منفصلين عن واقعنا الأليم. لقد أصابنا التوتر، وأصبحنا نحتاج إلى صحوة حقيقية للإصلاح، وليس «الهون أبرك ما يكون» كما يقولون.

تولي المناصب العليا لا يعني الوجاهة، بل الأمر مسؤولية كبرى، مسؤولية شعب كامل. لذا نريد أن نعرف: هل أنتم قادرون حقا على تحمّل هذه المسؤولية.. مسؤولية بلد يعيش تحت مسؤوليتكم؟!

السرقات وتوزيع الهبات والترضيات أصبحت «على عينك يا تاجر» وفاحت رائحتها في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، ترى كل شيء صار مكشوفا، وهناك دلالات واضحة على أنكم لا ترون أمامكم، ولا تهتمون بمستقبل الكويت، فكل تركيزكم على الضرب ببعضكم، المناصب توزع للترضيات، والأموال تقدم لجمع التأييد.. واضحة جدا.. كل هذا عليكم بالعافية، لكن بالمقابل «نبي نشوف شي للكويت».

لقد دخل البلد في حالة طويلة من التدهور، فقد بدأ العد التنازلي قبل 40 سنة، منذ السبعينات وليس بعد الغزو فحسب، كما يذكر البعض.. الخطأ وارد، فمن منا لا يخطئ؟! لكن الاستمرار وفق هذا النهج يؤكد ضياع البوصلة وتخبّط السفينة، ونخشى من أن تتيه السفينة، فملاذنا أن يتدخل الحكماء.

أرجو الانتباه أيها المسؤولون، أهل الكويت «ما أحد يقدر يحطمهم».. اشعروا بالمسؤولية وتنحوا عن مناصبكم، فقد أثبتت التجربة فشلكم في تحقيق أي نجاحات أو معالجة أي ملفات. وهناك أمثلة كثيرة لدول وقعت في مثل أخطائنا، لكنها سارعت إلى استعادة توازنها باستئصال مكامن الخلل انطلاقا من الشعور بالمسؤولية.

هناك عدة نقاط لابد أن نراعيها كي نحقق الإصلاح الحقيقي، ومنها:

٭ إيقاف المسؤولين عن المؤسسات التي لم تقدم أي إنجازات.

٭ تكوين مجلس أعلى لوضع آلية متكاملة للإصلاح «من دون مكافآت».

٭ تحويل كل من تدنست أيديهم بالسرقات إلى القضاء.

٭ رسم خطة إنقاذ للبلد على مدى 5 سنوات تتم خلالها إعادة هيكلة المصروفات والإيرادات.

٭ التزام الشفافية والوضوح ووضع الناس في الصورة الكاملة لما يتم من خطوات.

٭ وقف الألاعيب السياسية والخلافات الشخصية بين أفراد الأسرة، خصوصا المتناحرين على المناصب العليا.

وأخيرا.. الاعتراف.. الاعتراف.. الاعتراف بالخطأ والاعتذار. اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد.