'نفسية مصطنعة'.. الجنفاوي واصفاً قيود القبلية والطائفية والطبقية

زاوية الكتاب

كتب 570 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  تحرر من قيود القبلية والطائفية والطبقية

د. خالد عايد الجنفاوي

 

أعتقد شخصياً أن القبلية السلبية والطائفية الاقصائية والطبقية النخبوية هي معوقات فعلية تمنع الإنسان من عيش حياة متكاملة. فالتعصب القبلي والاصطفاف الطائفي والتحيز الطبقي قيود نفسية مصطنعة تمنع الفرد الحر والمستقل من عيش حياة إنسانية تزخر بالتفاعل الايجابي مع الآخر المختلف. ولأن قيود القبلية والطائفية والطبقية والفئوية الاقصائية تحد من حرياتنا الشخصية كأفراد, فالإنسان الذي يرغب فعلاً في عيش حياة حرة ومستقلة هو من يتخلص من تأثيراتها المدمرة. فيصعب مثلاً تخيل أن يُصَدِّق الفرد الذي لا يزال يعتقد بمشروعية التعصب القبلي أن موالاته التامة لقبيلته ستضمن له حياة يومية فعالة, فلا يمكن أن يعيش الفرد حياة إنسانية مجزية ما دام يستمر يرتدي طوعاً أو قسراً قيود التعصب القبلي. ويصعب تخيل أن يعيش أحدهم حراً نفسياً وهو يستمر ينظر إلى المواطن الآخر -شريكه في الديمقراطية المحلية -عبر عدسات طائفية إقصائية: فالإيمان الشخصي و الروحي لأحد الأفراد هو شأن خاص لا علاقة لها بإمكانية تحقق مواطنة حقة وفعالة أو تحقق وحدة وطنية فعلية. فقيود القبلية والطائفية والطبقية تكبح الابداع الانساني وتعطل تكوين علاقات رحيمة بين أعضاء المجتمع . 
وإذا جادل البعض أن الاصطفاف القبلي والطائفي والطبقي هو تحصيل حاصل لطبيعة المجتمع, أو أنه ينتج عن الميول النفسية الشائعة في البيئة الانسانية, ولكن تبقى هذه القيود مفبركة يتم استعمالها غالباً لتحقيق مصالح شخصية مؤقتة. فالإنسان الحر هو من ينزع عن يديه وكاهله وعقله وباختياره قيود الجهل والتخلف ويعانق حريته الانسانية الفطرية. فالإنسان يولد حراً ولكن ما يكبل عقله وروحه وجسده هو ما تخلقه بعض العقليات المنغلقة على نفسها, أي أنني كفرد أملك مطلق الحرية ألا أعتنق التفكير القبلي السلبي وأملك مطلق الحرية أن أرفض الوقوف تحت مظلة الطائفية الاقصائية وأملك الحرية الكاملة في ألا أتنافر مع المواطن الآخر فقط لأنه ينتمي إلى فئة أو طبقة اجتماعية مختلفة. 
الديماغوجيون والساعون وراء مصالحهم الشخصية يحاولون استغلال بعض الأفراد عبر ضخ عقولهم بالميول القبلية والطائفية والطبقية لكي يستعملونهم كأدوات لتحقيق أهدافهم الضيقة. فكيف يسمح الفرد الحر لنفسه وهو يحترم كرامته الإنسانية أن يتحول في أيدي الآخرين إلى حجر نرد يرميه البعض هنا وهناك دون إرادته? أرفض شخصياً أن أتحول من فرد حر ومستقل إلى أداة قمار تُستعمل لبعض الوقت وترمى لاحقاً.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك