طلال العرب ضد قانون عمل المرأة
زاوية الكتابكتب يوليو 4, 2007, 9:57 ص 473 مشاهدات 0
في الصميم
أعراف وتقاليد الأحزاب
04/07/2007 طلال عبدالكريم العرب
بعد حصول المرأة على حقوقها السياسية مباشرة، عبر مسؤول المكتب السياسي
للإخوان في الكويت، السيد محمد الدلال، عن نظرة الجماعة للمرأة الكويتية،
بأنها غير مؤهلة لخوض غمار الانتخابات النيابية (الوطن 10785)، اما النائب
وليد الطبطبائي فقد قال اخيرا ان المرشحات لمجلس الامة هن أكبر عدو للمرأة.
كما هو واضح فالمرأة في عيون الاحزاب الدينية تختلف عنها في عيون الآخرين،
فنظرتهم الدونية اليها هي هي لم تتغير، حتى بعد ان حصلت على حقوقها السياسية
كاملة بالطريقة الديموقراطية البحتة، وواضح ان تلك الاحزاب، ومن يسير على
هواهم، لم ينضجوا بعد سياسيا، ولم يستطيعوا ان يهضموا او يستوعبوا المتغيرات
السياسية والاجتماعية من حولهم، وهم يتصرفون على اساس انهم القوامون على باقي
المجتمع، فهم الذين يملكون مفاتيح العفة، او الطريق اليها، وهم وحدهم الذين
يملكون الحق في فرض وصايتهم على المجتمع، وما على الكويتيين الا الانصياع لما
يملى عليهم.
لم يوفق مجلس الامة، بقيادة تلك الاحزاب، بإصدار قانون جديد يحدد اوقات عمل
المرأة بحجة صون كرامتها، فالقانون جاء معيبا ومتسرعا كرد فعل لتصرفات
وممارسات مشينة لنساء رأوها او سمعوا عنها، وهي ممارسات لا يمكن القضاء عليها
في كل الاحوال، فهي موجودة منذ بدء الخليقة، وستبقى في كل مكان وزمان، شئنا
ام أبينا. لهذا فإن هذا القانون جاء ليظلم المرأة الكويتية، ولكل من تسكن في
الكويت، وعواقبه الاخلاقية والاجتماعية ستكون وخيمة، واكثر ضررا مما يتصوره
البعض.
القانون جاء لكي يكبل المرأة ويحط من شأنها، وجاء وكأنه شهادة من هؤلاء
النواب بأنها ليست بأهل للثقة. انه اهانة في حق زوجاتنا واخواتنا وامهاتنا،
وهو تدخل في الشؤون الخاصة للعائلات الكويتية والمقيمة، وهو تفريق بين فئات
المجتمع الواحد.
نعتقد أن هناك سوء نية من اصدار هذا القانون المعيب، وانه جاء كثأر من فشل
المناهضين لحقوق المرأة السياسية، وايضا على اصرار الوزيرة نورية الصبيح على
حضورها اول جلسة لها في مجلس الامة من غير ان ترضخ لضوابطهم الشرعية. اما
التحجج الدائم بالاعراف والتقاليد فقد اصبح مملا، ولا طعم له، وهي عملية تعسف
ضد المجتمع، فالكويت في فترة الخمسينات والستينات، وحتى منتصف السبعينات،
كانت اكثر انفتاحا، وشعبها كان يتمتع بهامش كبير من الحريات الشخصية، ولم نكن
نسمع يومها من نواب الشعب اي تحجج بالاعراف والتقاليد.
اذا كان هناك من يريد ان يحفظ كرامة المرأة فليحترمها وليثق بها، ولا يتدخل
في شؤونها، فليس من حق النواب منعهن من اداء اعمالهن في الليل. هناك وزيرات
ووكيلات ونساء اعمال ودبلوماسيات، وهن يؤدين اعمالهن في الاوقات التي
تناسبهن، وبعضهن لا يتركن مكاتبهن الا في اوقات متأخرة، وهناك موظفات لا يمكن
الاستغناء عنهن في المطار والمواصلات وغيرها، فلماذا هذا التخبط في التشريع،
ولماذا هذا التعسف ضد المرأة؟
* * *
إحدى الأخوات تقول، وبمرارة: مبنى الصحة المدرسية معلم من معالم تطور التعليم
والصحة في الكويت، وهو فعلا مفخرة للبلد، فمن منا ليس له ذكريات فيه، من
يشاهد هذا الصرح الواقع في الضاحية، ارقى مناطق الكويت يرث لحاله ولحال كل
الصروح التي تعكس مراحل التطوير والتحديث الكويتية، ومن المعيب ان يبقى هذا
الصرح بهذه الحالة الرثة. كم نتمنى ان تمتد اليه ايدي التطوير، والتطور.
* * *
القبس
تعليقات