عبد العزيز الفضلي لـ' مشاري العفاسي': أي بغي تراه أكبر من الانقلاب على رئيس شرعي؟!
زاوية الكتابكتب يناير 3, 2014, 12:49 ص 2939 مشاهدات 0
الراي
رسالتي / العفاسي...!
عبد العزيز صباح الفضلي
لقد حبا الله تعالى الشيخ مشاري العفاسي صوتا جميلا سخره في حسن الترتيل لكتاب الله تعالى، فتأثر بقراءته الملايين من الناس عبر العالم، حتى أصبح المقرئ الأول في مصر، برغم جمال أصوات مشايخها ومقرئيها.
وجال الشيخ مشاري في أنحاء العالم فبكى وأبكى، وكم تاب على يديه أقوام وعادوا إلى الله تعالى بعد الاستماع إلى جمال تلاوته.
وانتقل الشيخ إلى باب الأناشيد الإسلامية فاختار أعذب الكلمات وأجمل المعاني وأبدع فيها، وكم دافعنا عنه عندما هاجمه من رأوا المصلحة في اكتفائه بتلاوة القرآن دون الولوج في باب الأناشيد.
وعندما جاءت الثورة السورية دعمها الشيخ بدعائه، وبنشيدته المشهورة (أبكي على شام الهوى) ونسأل الله تعالى أن يكتب له الأجر.
لكن هناك موقفا مغايرا اتخذه الشيخ العفاسي من أحداث مصر بعد الانقلاب العسكري خاصة بعد حادثة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، جعلت الناس تتعجب وتستغرب وتتساءل عن السبب وراء ذلك!!
فالشيخ يدعو إلى الحياد بين الطرفين، والناس تتعجب هل يمكن أن تقف على الحياد بين ظالم ومظلوم، أم ينبغي أن تنصر المظلوم وتأخذ على يد الظالم، الشيخ العفاسي يدعو إلى الصلح بين المتخاصمين، وأي صلح والحق أبلج لا يحتاج إلى برهان، فالشيخ يقف عند قول الله تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما)، ونتساءل هل رفع الإخوان السلاح ضد الانقلابيين أم أنهم وحتى عندما ارتُكِبت المجازر البشعة كانوا يصرون على سلمية المظاهرات والاعتصامات؟
ولو وافقناه على استشهاده بالآية السابقة وإن كنا نرى أنه أتى بها في غير محلها، إلا أننا ندعوه إلى استكمال الآية نفسها حيث قال الله تعالى (فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله).. وأي بغي أكبر من الانقلاب على رئيس شرعي، وقتل آلاف الناس في الميادين؟
ما كنت لأكتب لولا اقحام العفاسي جمعية الإصلاح الاجتماعي في ردوده على المنتقدين لموقفه، ما كنت لأكتب لولا أني رأيت العفاسي يتهم كل من انتقده بأنه من الإخوان المسلمين، على غرار الإعلام المصري الذي يريد تصوير أن كل من خرجوا إلى الشوارع في مصر ضد الانقلاب العسكري هم فقط من الإخوان.
ما كنت لأكتب لولا أنني رأيت العفاسي يترحم على الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم العلماني المعادي للشريعة الإسلامية، في الوقت الذي لم أجد له تصريحا أو تغريدة واحدة يترحم فيها على آلاف الشهداء الذين سقطوا في رابعة والنهضة وبقية الميادين.
ما كنت لأكتب لولا أنني رأيته يساوي بين أخطاء سياسية اتخذها الرئيس مرسي وبين حمامات الدم التي سفكها الانقلابي السيسي.
لقد وضع العفاسي نفسه في دائرة الظنون، فالناس تتساءل عن سبب اتخاذه مثل هذا الموقف هل هي القناعة أم المصلحة؟ هل هي المنفعة أم المجاملة؟ ... تساؤلات كثيرة كم كنا نتمنى لو نأى الشيخ العفاسي بنفسه عنها، فرحم الله امرأ ذب الغيبة عن نفسه. فهل سيتوقف الشيخ العفاسي عن الخوض في الشأن المصري ليحافظ على من تبقى من محبيه، أم سيستمر في تبرير موقفه الداعم للانقلابيين فيهدم الصرح الذي بناه بيديه؟
تعليقات