لا حل للطائفية إلا بالتعاون.. هذا ما يراه وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب يناير 2, 2014, 12:27 ص 625 مشاهدات 0
الراي
نسمات / 2014.. عام الخير والحظ السعيد
د. وائل الحساوي
بحسب الأساطير الصينية فإن عام 2014 يعتبر من مجموعة الأعوام التي تنتمي إلى ما يسمى بعام الفَرَس (بفتح الفاء) والتي تأتي مرة واحدة كل ستين عاماً، ويعتقد الصينيون بأن هذا العام هو عام الحظ السعيد.
هل نحن بحاجة إلى أن نصدق الأساطير الصينية لكي نثبت بأن عام 2014 سيكون عاماً سعيداً؟! وهل كونه عاماً سعيداً يعني انتهاء الحروب والكوارث والمشاكل على مستوى العالم؟!
بالطبع لا يمكن تصور ذلك لأن ذلك يخالف نظام الكون والحكمة التي جعل الله تعالى الصراع بين البشر يقوم عليها، ولكن لابد لنا من التفكير في مفهوم السعادة بطريقة أخرى لكي لا نيأس من واقعنا:
أولاً: على المستوى المحلي، فقد تجاوزنا مرحلة حرجة وحساسة عامي 2011 و2012 وتوصلنا إلى قناعة بأن التغيير لابد أن ينبع من الداخل وأن يقوم به المجلس التشريعي والحكومة ومؤسسات المجتمع المدني، حتى الشعارات التي ترفعها المعارضة اليوم مثل الحكومة المنتخبة ومحاربة الفساد هي شعارات وجيهة ولكن لابد من انبثاقها من الداخل وليس عن طريق الفرض الخارجي أو المظاهرات والاعتصامات.
أما بالنسبة لتعطل عجلة التنمية وتوقف المشاريع الحيوية، ففي اعتقادي بأن السلطتين قد أدركتا حجم التقصير ومدى سخط الشعب على حكومته، وقد بدأتا خطوات جدية نراها في تنفيذ كثير من المشاريع، ونحن اليوم في سباق مع الزمن لإنجاز ما يمكن إنجازه بإذن الله.
بالطبع فإن ذلك لا يعني نهاية سريعة لمشاكلنا ولكن حسبنا أن نرى تحركاً جاداً لتدارك التقصير.
ثانياً: أما على الصعيد العربي، فلا شك أن عام 2013 قد كان بمثابة السنوات العجاف اللاتي يأكلن ما قدمنا لهن، بحسب تفسير يوسف عليه السلام، وذلك بعد نشوة الانتصارات الأولية لثورات الربيع العربي 2011، ولكن كما هو معروف في تاريخ الثورات على مستوى العالم فإن الثورات تمر بأربع مراحل (بحسب المؤرخ الأميركي كرين برينتن)، المرحلة الثالثة هي مرحلة تولي المتطرفين وإبعاد المعتدلين والحرب الأهلية، وهذا يحدث عندما تبلغ الثورة الذروة.
أما المرحلة الرابعة والتي تأتي بعد زمن ليس بالقصير فهي كما يرى برينتن مرحلة الخلاص حيث يبدأ الناس في التخلص من علامات الثورة ويغيرون ملابسهم وأسلوبهم وتستقر الثورات، فلا شك أن ما يحدث اليوم في عالمنا العربي يمثل المرحلة الثالثة التي نسأل الله تعالى ألا تستمر طويلاً، وهي أقسى المراحل التي نأمل بأن تنتهي قريباً.
ثالثاً: لقد أثبت (إدوارد سنودن) من خلال تسريباته حول تجسس الولايات المتحدة الأميركية على شعبها وعلى زعماء العالم بأن زمن التجسس القذر ومراقبة حركات الناس والتآمر عليهم قد ولّى إلى غير رجعة، وأن الطغاة الذين يستعمرون العالم ويضطهدون الأبرياء سيتم وضعهم تحت المجهر وكشفهم أمام العالم، وهذا مؤشر إيجابي لا سيما مع الانتشار المذهل لمواقع التواصل الاجتماعي وملاحقتها للمفسدين، وكما يقول المثل (كما تُدين تُدان).
رابعاً: الحمد لله أن أسعار نفطنا مستقرة ولا خوف من هبوطها هذا العام، وهذه دلالة خير حيث أمهلتنا شعوب العالم لكي نخطط لمستقبلنا ولنوفر القرش الأبيض لليوم الأسود، فإذا لم نستغل ذلك في إصلاح بلادنا فلا نلوم إلا أنفسنا.
إن أخوف ما نخاف منه هو تنامي الطائفية وخروجها عن إطارها الصحيح وتنامي الحركات المتشددة مثل القاعدة، وهذه لا حل لها إلا بالتعاون من أجل اجتثاثها!!
تعليقات