ملتقى الفنون الاسلامية بالمسجد الكبير

محليات وبرلمان

عمادي: وزارة الأوقاف تجسد إستراتيجيتها في إقامة الملتقى

1917 مشاهدات 0

فريد عمادي خلال افتتاح الملتقى

أكد وكيل وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ندباً فريد عمادي إن الوزارة وهي تنظم هذا الملتقى الذي تستمر فعالياته حتى التاسع من يناير المقبل تسعى إلى تطوير الفنون الإسلامية من خلال تعاونها اللامحدود مع وزارات ومؤسسات وهيئات الدولة لتؤكد بذلك على مبدأ الشراكة المجتمعية التي حرصت عليها في إستراتيجيتها وترجمتها في ملتقياتها ومؤتمراتها، كما تفتح ذراعيها إلى كل الجهود المخلصة التي تبذلها سواعد منتشرة في مختلف دول العالم، ولن تألو الوزارة أي جهد في العمل على تحقيق تلك الأهداف.

وقال عمادي في كلمة أناب فيها وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية شريدة المعوشرجي خلال افتتاح ملتقى الكويت الدولي للفنون الإسلامية مساء أول من أمس في المسجد الكبير إن وزارة الأوقاف حققت الكثير من أهدافها التي وضعتها عند بداية انطلاق هذا الملتقى في دورته السابقة، لكن أهدافنا ليس لها حدود، وطموحاتنا كبيرة في تحقيق انجازات وغايات متعددة بإذن الله تعالى، منها تطوير الاهتمام بالفنون الإسلامية الأصلية وإبراز هذا الفن الذي ذاع صيته فيما مضى، وصقل المواهب الناشئة وتقديم الدعم الكامل لها.

وأضاف عمادي أن الله أنعم علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى إلا أن أعظمها هي نعمة الإسلام وإن من أعظم من ندين له بالفضل بعد الله تعالى هو الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه.

وأشار إلى أنه في بداية الدعوة الإسلامية وعندما كذبه قومه جاءه جبريل عليه السلام فقال له: ' مرني بما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين' فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده وحده ولا يشرك به شيئا، وقبل وفاته صلى الله عليه وسلم أضحت الجزيرة العربية كلها تدين بالإسلام، ولم تمض سوى عقود قليلة حتى بسط هذا الدين الجديد نفوذه على مناطق شاسعة في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، فقد امتد إلى الهند وآسيا الوسطى وحدود الصين وقلب أوروبا، وأصبحت كل شعوب هذه المناطق تدين بالإسلام ديناً وبالله رباً وبمحمد نبياً ورسولاً.

وتابع من خلال تلك الشعوب الجديدة التي وحدها الإسلام امتزجت عاداتها وتقاليدها وثقافاتها وفنونها المختلفة لتنصهر في بوتقة واحدة هي بوتقة الحضارة الإسلامية، فقدمت للعالم أجمع، أروع صور الحضارات وأنقاها، وقدمت العديد من القيم الإنسانية بعدما أدرك الإسلام معناها الحقيقي ولم تكتف الحضارة الإسلامية بما حققته في مجال الإنسانية، وإنما تطلعت إلى ميادين أخرى، ومنها ميدان العلم فصالت فيه وجالت حتى أصبحت العديد من المدن العربية من أهم المراكز العلمية في العالم، كما قدمت الحضارة الإسلامية الكثير من القيم الجمالية الرائعة فبرزت في مجال الفنون الإسلامية الأصلية، لاسيما في الخط والنسيج والخزف والديكور والزخارف الإسلامية والفن المعماري الخاص في إنشاء المباني والمساجد والمدارس الدينية، واستخدمت الكتابات في زخارف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأمثال وأبيات الشعر والأدعية وغيرها الكثير.

وقال عمادي: إن ملتقى الفنون الإسلامية هذا العام يحتفي بفن الخط العربي والزخرفة إضافة إلى سجادة الصلاة لما لها من أهمية في حياة المسلم اليومية، حيث إنها تحتوي الكثير من الانعكاسات التراثية المتمازجة عبر العصور.

ولا يخفى على أحد التطورات الكبيرة التي طرأت على الخط العربي فزادته تنوعاً وجمالاً، وبلغت خلال الخلافة العباسية أكثر من عشرين نوعاً ومن أهمها: الخط الكوفي والثلث والنسخ والإجازة والرقعة والفارسي والديواني وخط الديواني، لهذا كان من الضروري أن نحتفي بالخط العربي في الدورة الحالية.

لافتاً إلى أن الملتقى وكعادته في دوراته السابقة فإنه خصص هذا العام مساحة كبيرة من نشاطه للأطفال والناشئة تناسب أعمارهم وتستقطب اهتمامهم وتنمي مواهبهم لاسيما في ظل وجود العديد من الأساتذة المتخصصين في مجال الخط العربي وغيره.

وشكر عمادي الضيوف الكرام على قبول دعوتنا والمشاركة في هذا الملتقى وأهلاً بكم جميعاً في بلدكم الثاني الكويت فنشكر كل من شارك في هذا الملتقى، من داخل الكويت وخارجها والشكر موصول إلى جميع الأخوة القائمين على هذا الملتقى على ما بذلوه من جهد وعمل مخلص وإننا لنتضرع إلى الله عزوجل أن يتقبل منا هذه الأعمال وأن يكتب لهذا الملتقى المبارك وغيره من الملتقيات التوفيق والنجاح في ظل رعاية واهتمام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي عهده الأمين وسمو رئيس مجلس الوزراء.

ومن جانبه أكد وكيل وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية المساعد للشئون الثقافية داود العسعوسي أن وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية حرصت على العناية والاهتمام بفنون الخط الإسلامية لارتباطها بتجويد كتابة المصحف الشريف واتقان حروفه لتتناسب مع جلال كلام الله وعظمته.

وتابع: إن ملتقى الفنون الإسلامية، الذي انطلق بمشاركة العديد من الدول العربية والإسلامية لتقدم ما لديها من فنون وتراث علاوة على المؤسسات والجهات ذات الاهتمامات الثقافية من داخل البلاد وخارجها، يرسخ مكانة الكويت كمركز داعم للفنون الإسلامية وتنميتها من خلال توفير المناخ المناسب لتبادل الخبرات والتعاون بين المؤسسات المتخصصة والخطاطين، بحيث تكون الكويت جاذبة لمثل هذه اللقاءات، لاسيما أن هناك العديد من الشخصيات الفكرية والعلمية والثقافية الكويتية والعربية والإسلامية والدولية من المختصين بالفنون الإسلامية والمعنيين أو ذوي العلاقة بها، يشاركون في المعرض المصاحب للملتقى.

وأضاف: إن رسالة ' الأوقاف' توجيهية وتربوية واجتماعية وتثقيفية وقد تحققت كل هذه الأهداف من خلال الدورات السابقة لهذا الملتقى، والتي نتمنى لها أن تستمر خلال فعاليات هذا الملتقى الذي أعدت له العديد من الفعاليات والأنشطة التي نتمنى لها أن تستقطب الزوار خلال فترة إقامة هذا الملتقى.

وأضاف أن قطاع الشؤون الثقافية لن يألوا جهداً في إيصال رسالة وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية إلى جميع شرائح المجتمع وذلك بهدف تحقيق إستراتيجيتها الرامية إلى الشراكة المجتمعية والتواصل مع الآخر.

ومن جهته قال رئيس مركز الكويت للفنون الإسلامية فريد العلي: انطلاقاً من الخطة الإستراتيجية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الريادة والإبداع في العمل الإسلامي، فإن المركز يقيم الدورة الحالية لهذا الملتقى الذي شهد نجاحات مميزة في دوراته السابقة، بهدف ونشر الفنون الإسلامية الأصيلة وترسيخ مكانة دولة الكويت كمركز داعم للفنون الإسلامية.

وتابع: إننا في هذا الملتقى نسعى إلى تقديم كل ما هو جديد، لهذا فقد ارتأينا أن نقدم سجادة الصلاة، وهذه هي المرة الأولى على مستوى العالم تقدم فيها السجادة في مثل هذا الملتقيات.

وزاد: من خلال هذا الملتقى أيضاً سوف نسلط الضوء على الخط العربي سواء من خلال اللوحات المنتشرة في أرجاء المعرض أو من خلال المحاضرات وورش العمل، مضيفاً: ولا يمكن بطبيعة الحال أن ننسى أطفالنا الصغار الذين سوف نقدم لهم ورش العمل حتى يمكنهم الاستفادة والتعلم ومن ثم التميز في أنشطتهم المختلفة والمتنوعة.

كلمة المشاركين

وألقى كلمة المشاركين في الملتقى المؤرخ والباحث في الشرق العربي والإسلامي أحمد المفتي شكر فيها جميع المسؤولين على الملتقى الذين عملوا ليل نهار لاستقبال الوفود وإظهار الملتقى بالصورة المطلوبة.

وقال: إن دولة الكويت كانت ومازالت سباقة في تقديم الجديد والمفيد، ففي منتصف القرن الماضي أصدرت مجلة العربي التي تثقفنا منها، وقد نشرت في صفحات كثيرة أبحاثاً متعددة عن الثقافة والحضارة العربية والإسلامية، مضيفاً : نحن اليوم نلتقي في هذا الملتقى السادس، وسبق لي أن شاركت في مؤتمرين وملتقيين اثنين في هذا المسجد، ولقيت الترحيب وكرم الضيافة ، واليوم أرى أهل الكويت يقدمون أيضاً كرم الضيافة لجميع المشاركين في الملتقى.

وأوضح: إن هذا الملتقى يتمثل في قضيتين مهمتين هما الخط العربي وسجادة الصلاة، فبالنسبة للأول فإن الحرف الذي يقال عنه اصطلاحاً الخط الكوفي ،وهذه التسمية في غير محلها، مشدداً على ضرورة إعادة النظر في تسمية الخط الكوفي بهذا الاسم على اعتبار أن هذا الخط وُلِد في أحضان القرآن الكريم، بينما الكوفة تأسست في العام 12هـ على يد سعد بن أبي وقاص الذي اختطَّها بإذن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

ودعا الخطاطين إلى إعادة النظر في اصطلاح الخط الكوفي لاسيما أنه خط متلون ومتغير، كما دعا المشاركين في المحاضرات التي سيقدمونها حول الخط أن ينظروا إلى الاصطلاحات بشكل جيد ويقدموا مجموعة من الخطوط التي تطورت عبر تاريخ طويل من الحضارة الإسلامية.

وذكر المفتي: إن القادمين من آسيا وأفريقيا وأوروبا وتركيا والصين يقدمون أعمالاً مميزة في سجادة الصلاة التي للمرة الأولى تطرح في هذا الملتقى، مشيراً إلى أن هناك العديد من المحاضرات التي ستقدم على هامش الملتقى ستتناول موضوعي السجاد والخط العربي ومن المنتظر أم تثري الملتقى بالكثير من المعلومات القيمة والوافية.

وفي ختام كلمته شكر المفتي جميع القائمين على ملتقى الكويت الدولي السادس للفنون الإسلامية ثم قدم قصيدة جميلة نالت استحسان الحضور.

الآن - محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك