الزيد يكتب عن 'المكارثية' في مصر
زاوية الكتابماذا بقي من ثورة ٢٥ يناير لم يُخطف على أيدي العسكر ؟!
كتب ديسمبر 30, 2013, 12:29 ص 4421 مشاهدات 0
' المكارثية ' تزدهر في مصر
زايد الزيد
الدولة المصرية تتصرف منذ الانقلاب على الشرعية في يوليو الماضي بتهور شديد ، حتى أنها باتت تحرج حلفائها يوماً بعد ، لأنه تبين للجميع أن كل ماجرى منذ ٣٠ يونيو الماضي ( فيما عرف بحملة تمرد ) أمر مخطط له لاجهاض ثورة ٢٥ يناير المجيدة والقضاء على كل منجزاتها والعودة بمصر إلى ما كانت عليه أيام حسني مبارك وربما أسوأ منها .
لكن لم يكن يتصور أحد ان المسألة ستتجاوز كل ماسبق وستعيش مصر ' مكارثية ' بغيضة يتم من خلالها تخوين وادانة وسجن كل من يختلف مع سلطة العسكر التي تدير الأوضاع حالياً !
و ' المكارثية ' لمن لايعرفها هي اتجاه اقصائي ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية قبل اكثر من ستين عاماً ، وأسوق هنا تعريفاً مختصراً أظنه يفي بالغرض اقتبسته من موقع ' ويكيبديا ' :
' المكارثّية (بالإنجليزية: McCarthyism) اتجاه سياسي رجعي ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1950 يهدف إلى تشديد الرقابة على الشيوعيين الذين يعملون في الدولة. و ينسب هذا الاتجاه إلى عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي واسمه جوزيف مكارثي وكان رئيسا لإحدى اللجان الفرعية بالمجلس و اتهم عددا من موظفي الحكومة و بخاصة في وزارة الخارجية, و قاد إلى حبس بعضهم بتهمة أنهم شيوعيون يعملون لمصلحة روسيا .
و قد تبين فيما بعد أن معظم اتهاماته كانت على غير أساس. و أصدر المجلس في عام 1954 قرارا بتوجيه اللوم عليه.و يستخدم هذا المصطلح للتعبير عن الإرهاب الثقافي الموجة ضد المثقفين ' . ( انتهى الاقتباس )
أعود لأقول إن مصر سائرة على طريق ' المكارثية ' بشكل أعنف مما كانت عليه ' المكارثية ' في دولة المنشأ ، حتى وصل الحال بالنظام المصري إلى تلفيقه التهم لكل من يذكّر المصريين بتشكيل ثورة ٢٥ يناير وانجازاتها ونتائجها ! أي جنون هذا أن يقمع نظام شعبه حينما يتغنّى بثورته ؟! وطبعاً الحجة المعلبة عند النظام انه يقوم بهذا حماية للثورة من مختطفيها ؟! والسؤال هو : ماذا مابقي أصلاً من ثورة ٢٥ يناير المجيدة لم يخطف على أيدي ' العسكر ' ؟!
تعليقات